- أول يوم شغل بيبقى اصعب يوم يوم فى حياتنا ، وهى كان اول يوم شغل بالنسبلها هو يوم فرحها مش عشان الشغل فى حد ذاته لكن عشان مع مين هتشتغل ؟
هتشتغل مع اهم راجل فى حياتها مش بس فى حياتها دى كانت شايفاه اهم راجل اتخلق بعد ابو البشرية آدم ..
- صباح الخير انا الدكتور آدم جراح وهكون معاكو فى حياتكو الجديدة ، وانا هنا المفروض انى هساعدكو عشان تتقدمو خطوة جديدة فى حياتكو ، انا مش رئيس انا اخ كبير وكلنا هنا بنعمل نفس الحاجة وهى اننا بنساعد ناس عشان تقدر تكمل حياتها بشكل طبعى وصحى على قد مانقدر ، مبدأى كل لواحد وواحد للكل ، مافيش مجال فى الطقم بتاعى للانانية .. مافيش دكتور اناننى ؟، شغلك اولا لانه شغلا متعلق بحياة ناس ، سرعة دقة اجتهاد اجابة لاى سؤال مهما كان صعب ، ماعندناش سؤال من غير اجابة .. ربنا يوافقكو
- مالو ده ..
- مغرورو قوى ومتفرعن كدة ليه ..
- ايه مالكو الراجل بيقول كلام صح ..
- نشوف شغلنا بدل رغى مالوش لازمة ..
كانت اسعد لحظة فى حياتها اخيرا هتبقى جنبه طول الوقت من الطقم بتاعه استاذها تقدر تروح تتكلم معاه فى اى حاجة فى اى وقت من غير استأذان ، نباطشيات مع بعض ، هنسهر مع بعض فى مكان واحد حتى لو فى غرفة عمليات !! مش مصدقة نفسى
انا فاكراه من اول يوم دخلت فيه الكلية والمقلب اللى عملوه فينا سنة ستة وهو جه واتأسفلنا ، فاكراه يوم مناقشة رسالته وانا قاعدة فى اخر الصف وبتأمل كل كلمة بيقولها وكل معلومة قالها لسة فى ودانى لحد دلوقتى ، فاكرة كل مرة اتقابلنا فيها صدفة فى اى حتة .. بس ياخسارة هو مايعرفش اى حاجة ولا يعرفنى انا شخصيا ، بس الحمدلله اهى جت الفرصة .. هجتهد هكون احسن حد موجود عشانه هو عشان ارفع راسه ويفخر بيا كتلميذة شاطرة..
وتمر ايام فى التدريب تكبر فى شغلها وتجتهد وتتعب انتقلت لواحدة فى الطقم بتاعه لواحدة من المساعدين ليه للمساعدة الاولى ليه فى العمليات ، يعنى بقت رفيقة مشوار معاه فى اى وقت وفى اى حتة بقت بتعد معاه اكتر مابتعد مع اهلها ، طول الوقت ده ، مابتسمعش عنه غير كل خير ، جدع ، شاطر ، ناجح ، محبوب ، خدوم ، كريم ، بياخود بالله من الصغير ومن الكبير كل الناس بتحبه يسهر مع العمال ويخرج مع رؤساء الاقسام ، ماحدش بيقصده فى خدمة مابيعملهاش ، من انه ياخود منصب رئيس القسم لما الرئيس سافر لحد انه ياخود نبطشية من دكتور صغير نفسه يأجز ويخرج مع حبيبته .. ماسابش حد ماسعدوش ماسبش حد ماوقفش جنبه ... فى ناس كدة ؟
بس يارتى انا لية مكان فى حياته وسط كل الزحمة دى والدوشة دى ، اكيد لاء ..
انا مساعدته وخلاص طول ماحنا جوا المستشفى انا اقرب حد ليه ، لكن ياترى برة المستشفى مين اقرب حد ليه ، اكيد عنده اصحاب واكيد برضه بعاملهم كدة واكيد مش ناقصنى فى حياته يعنى . اه يا سلمى ده ,, اه اكيد اكيد اكيد .. وانتى تعرفى منين ، مخى ورم من التفكير، طب فاكرة لما عملى عملية الزايدة لما تعبت فضل سهران معايا طول ليللتين مانمش وماروحش ،، بس ده عادى ماهو اصلا دكتور شاطر وبيهتم بكل العيانين... طب ايه النظرة اللى بشوفها فى عينه دى ، ساعات بحس انى مجرد دكتورة معاه مساعدة ليه مجتهدة وشاطرة وبتعمله اللى هو عاوزه وساعات تانية بحس انى صديقة قريبة جدا وانى اعرف عنه اكتر من اللى امه تعرفه عنه ، اااااااااااااه وبعدين بقى ........!!
- ووسط التفكير العميق ده جه جرز الانذار بأن فى حالة طوارىء كبيرة فى المستشفى كل الدكاترة تستعد وفعلا كانت ليلة صعبة جدا فى المكان كله بيتحرك كله فى العمليات فى الطوارىء كله بيشتغل حالات كتير وكلها صعبة 24 ساعة فى العمليات والاشراف على عيانين 6 عمليات ورا بعض ارهاق حتى الموت ....
خرجت تدور عليه الساعة 6 الصبح راح فين ده ، وخدت بالها ان المطرة بتمطر .. انا عرفت هو فين !
راحت جابت كوباية قهوة سخنة وراحتله تحت جزع شجرة التوت اللى فى جنينة المستشفى
هى : كنت عارفة انى هلاقيك هنا :)
هو : مانتى لو ماعرفتيش تلاقينى يبقى ماينفعش تبقى المساعدة الاولى بتاعتى
هى : تبفتكر السبب الوحيد اللى يخلانى اعرف الاقيك هو انى بس المساعدة بتاعتك!!؟؟
هو : اومال ممكن يكون فى سبب تانى ؟
هى : فكر
هو : سلمى ممكن اسألك سؤال ؟
هى : اكيد مش مسنينى اقولك اسأل
هو : ايه السؤال اللى محيرك وعايزة تسأليه لية ؟
هى : هو للدرجة دى باين السؤال عليه ؟
هو : انتى معايا اكتر من لما بتعدى مع اهلك يا سلمى اكيد حافظك صم
هى : انت ليه ماتجوزتش لحد دلوقتى ؟
هو : تفتكرى ليه ؟
هى : لو كان اى اجابة ماكنتش سألت لحد مالسؤال طفح نفسه :)
هو : طب تفتكرى العيب فين ؟
هى : اكيد مش فيك ؟
هو : !!!!!!!!! اشمعنى بقى ؟
هى : يعنى انت شخصية صعب تكرر فى طاقة حب وحنان وجدعنة ورجولة ناقصة فى السوق اليومين دول ، ناجح ومحبوب ومستواك هايل يعنى ماعندكش حاجة تمنع
هو : ده الظاهر بس يا سلمى
هى : يعنى ايه !!!!!!!!!!!!!!
هو : انا متجوزتش عشان حبيت !
هى : تيجى ازاى ؟
هو : سلمى انتى عمرك شفتينى باخود دوا لما اعيا ؟ عمرك شفتينى باخود باللى من نفسى من لبسى من طريقة ماشيتى ؟ عمرك شوفتينى بعمل لنفسى عيد ميلاد او باخود اجازة واطلع اويكند فى الساحل ؟ ده يوم الاجازة باقضيه غى المستشفى !دى علاقتى بنفسى ، علاقة سيئة جدا ، انا بساعد الناس انها تخف ، بساعد الناس انها تفرح ، بساعد الناس انها تلاقى نفسها ، لكن فى نفس الوقت ، انا شخص ضايع من نفسه منفصل عنها مايعرفهاش ، كأنى مخلف ولد وماعمرى ماشفته لحد ماكبر ونسينى وانا نسيته ، عشت حياة الناس آلامهم متاعبهم من وانا فى الكلية ويمكن قبل الكلية كمان وانا شغلى الاساسى الناس
ولما حابيت خفت ، خفت عليها ، وخفت اكتر لما ابتاديت احس انها بقت جزء منى وساعتها ادركت ان مدام بقت جزء منى يبقى هتتحول فى وقت ما لعينى او قلبى ودول عندى وفى لكن مهملين وماعرفش عنهم حاجة
هى : انا تهت منك !!
هو : انا مش انسان كامل اكيد عندى عيوب ومن عيوبى الكبيرة انى مابخودش باللى من نفسى وان الناس اللى قريبين منى لدرجة الثقة باجى عليهم ، زى الطفل اللى بيرمى هدومه وعارف انا ماما هتلامها وتحطها فى الدولاب ، لكن لما بنزل فى اوتيل باكون منظم جدا هدومى فى مكانها السرير متساوى مافيش ورقة على الارض ، اكيد ده مش معناه انى بحب بتوع " room service " اكتر من امى ، لكن انا عشان بحب امى وعندى عشم فيها بتكل عليها وسابلها نفسى هى تظبطها تلمى ورقى وهدومى تعملى اكل ، عارفة كل مرة امى تتعب فيها او تعيا تقوللى هو انا لازم اتحول لمريضة عشان تعاملنى باهتمام ورعاية واشوف ضحكتك الحلوة ؟
تخيلى عشان تحس ان ليها ابن لازم تغير من المسمى من " ام " لمريض " عشان تحس بأمومتها ، ازاى عايزانى اتحمل ده من حبيبة من اكتر انسانة حبيتها فى حياتى وكان نفسى تشاركنى حياتى ، لكن اى حياة وانهو حياة اذا كان انا اصلا ماليش حياة ، الام هتستحمل لكن الحبيبة ذنبها ايه ؟ خفت تكرهنى حتى ماحولتش اقولها او اعترفلها بحبى ليها عشان مانتعذبش احنا الاتنين ، يمكن اكون انانى وخادت الحل الاسهل والطريق الاقصر جلد الذات والوحدة ..
هى : وهى عمرها ماعرفت بمشاعرك دى ؟
هو : لحد قبل اللحظة اللى بتكلم معاكى فيها ماكنتش تعرف ، بس دلوقتى اعتقد انها عرفت
هى: ازاى يعنى ؟
هو : ايه يادكتورة ده انا بقول عليكى ذكية ولماحة
هى : ماتقولهاش ، انت عايز تفهمنى انى انا اللى ......................................؟ وليه قلتلى دلوقتى بالذات ؟
هو : اخر مريض كان تحت تربيزة العمليات انهاردة طلعلى من جيبه خاتم وقاللى لو ماخرجتش من القوضة دى اسلم الخاتم ده للبنت اللى كانت معاه ، دى حبيبته وكان ناور انهاردة يطلبها للجواز وسابلى الخاتم امانة . ساعتها خفت ، خفت اموت قبل ماتعرفى انك حب عمرى من اول لحظة شفتك فيها من وانتو لسة عيال جايين من ثانوية عامة فى نظر اكبر دفعة فى الكلية لحد اللحظة اللى انا وانتى واقفين فيها دلوقتى مرورا بقى بكل لحظة ، لما جيتى المناقشة بتاعتى ليوم العملية بتاعتك لما حاسيت انى قادر المس كل جزء فيكى وادخل جواكى
سلمى انتى حب عمرى اللى خايف اخسره ونفسى احافظ عليه ، بس مش هقدر اعيش معاه
هى : المفروض انى افرح ولا اعيط ، اقول ده اسعد ايام حياتى ولا اتعسها ، احضنك ولا اضربك ، قوللى اعمل ايه قول ، مستنى منى ايه اواسيك واقدر ظروفك واحترم ضعفك ، ولا اسبك والعنك وادوس على قلبك بأسواء الكلام
قبل اللحظة دى انت كنت كل حاجة ، لكن دلوقتى .. انت بقيت ولا حاجة .. يادكتور ياعظيم دى اسمها انانية وحب ذات اكتر منه اى حاجة فى الدنيا ، انت خايف على نفسك على حريتك على سمعتك العظيمة ، انت اللذة عندك فى الالم وكلمة ياعينى لما بتسمعها من الناس بتحسسك بوجودك وانك شهيد الحب والحياة ، الانسان الطيب الخدوم اللى بيساعد طوب الارض وناسى نفسه ، فوق يا آدم فوق الحياة مش كدة الحياة ابسط كتير . انت ينفع تعيش وتحب وتتجوز وتاخود اجازة وتدخل الحمام وتعمل كل حاجة البنىأدم الطبيعى بيعملها ، وتشتغل وتساعد الناس برضة وتنقذ حياتهم ، هو مافيش دكتور بيتجوز وناجح ولا ايه ، ماعظمهم على الاطلاق كانو متجوزيين وعايشين حياة طبيعية
ياخى دى الرسل اللى كانت حاملة رسائل سموية للبشرية كانت بتحب وتتجوز وانت محرمها على نفسك بأمارت ايه
احسنلك تراجع نفسك وتلحقها من الضياع والحلم الكداب اللى هى عايشة فيه ده .. بس اتمنى انك تلاقى حبيبتك بعد كل ده
اه وماتنساش ترجع الخاتم اللى فى ايدك ده لصاحبه لانه فاق وصحته بتتحسن هيعيش وهيتجوز حبيبته وعلى فكرة هو بيشتغل طيار يعنى مهمته انه يوصل الناس من مكان لمكان وهو شايل ارواحهم فى رقابته ..
سبته ومشيت ، مشيت وانا مش عارفة احزن عليه واعذره ولا اكرهه والعن جدوده
مالقتش نفسى غير ماشية وبدعيله انه يرجع ويفكر ويعيش حياة طبيعية ويطلب منى الجواز ... انا عارفة انى هوافق