الأحد، 14 يونيو 2020

الوقت


الوقت هو اكبر عدو وصديق فى نفس الوقت كائن غريب قادر يعمل كل حاجة واى حاجة منغير رقابة علية من اى مجال..
لحظات فارقة فى عمرك خطفة عين لو حصلت او محصلتس انت بقيت فى مكان تانى مع ناس تانية بتعمل حاجة مختلفة تماما عن اللى انت فيها دلوقتى..
نزولك فى الوقت دة فى اللحظة دى هو سبب فى حالتك دلوقتى..
كام مرة اتحديت الوقت وكانت النتيجة ان هو اللى غلبك برضة!!
كام مرة أجلت ! كام مرة استعجلت!! كام مرة أخرت!!!
كام مرة قلت "فى الوقت المناسب" !! الحقيقة انه مافيش وقت مناسب دى اكبر خدعة، هى ديما كدة يا دلوقتى ياما ابدا!!
الوقت مابيعديش، دى تانى كدبة.. الوقت بيجرى من حواليك انت اللى واقف فى مكانك انت اللى عطلان لكن سواء جريت او عطلت هو ماشى مابيقفش، اهل الكهف لما خرجو قالو اننا نمنا شوية نص يوم بالكتير لكن الحقيقة دة مر عمر..
اعطل زى ماتعطل اعرف ان كل لحظ بتمر بينقص منك وهو مكمل لا بينقص ولا بيزيد بيلف لفة كاملة كل 24 ساعة هى هى نفس ال 24 ساعة لكن بتختلف فى احداثها فى قراراتك قى مردى جرأتك او خيبتك او ضعفك سرعتك او بطأك ..
الحقيقة انك لو فاكر انك فى سباق مع الوقت تبقى غلطان هو مش سباق هو فرصة بتجيلك وتتكرر وانت ونظرتك بقى انت واختيارك انت واحساسك او ادركاك او خططك م الاخر انت وطبعك هو بيمر تكة تكة تكة لحد مايعدى 24 ويعيد من الاول ..
انت فين فى اللفة الكاملة دى بتعمل ايه عايز ايه بتتصرف ازاى، هو مش عدو ومش حبيب مش هيسمى عليك ولا هسيتناك وفى النفس الوقت هو ماشى معاك لو انت بتتحرك فاهتشوف حركته معاك لو انت ثابت فى مكانك هو ماشى هتحس انه فايتك وبيروح منك بيعدى قدام عنيك وانت بتسلم عليه وتقوله استنى او مع السلامة على حسب انت عايز ايه..
يا هتشوفه صديق مايفرقكش يا هتشوفه عدو ضدك على طول الخط معطلك مش مديق مساحتك عشان تعمل اللى بتتمناه، لكم الحقيقة هو لا صديق ولا عدو هو زمنك..
زمنك انت بتحركه على كيفك وحسب اختيارك انت اللى شايف انه يا مش ملاحق يا شايف انت عندك وقت فراغ فاضى
يا هتشوف انك استعجلت فى قرارك او اتأخرت عن انجازه..
يا هتحس انه ماينفعش ترجع اللى راح يا هتشوف انه لسه قدامك فرصة تانية..
الحقيقة انه موجود المهم انت بتعمل ايه بوجوده ووجودك فرصك اللى بتيجى ةتتجدد مع كل لفة عقرب الساعة..
اتأمل صوتها وهى بتك توك اتأمل احساسك وانت بتاخد قرارك انك اصلا تاخد القرار دلوقتى ولا تأجله!!
الوقت أداة مسخرة ليك فى الكون بس مش ملكك
تقدر تسخدمها فى اى حاجة وكل حاجة متى شأت لكن مش تحت أمرك فى زمنها لا بترجع ولا بتتقدم
يادلوقتى يا ابدا..

الأحد، 7 يونيو 2020

مسك الليل 5


المكان: بيت داليدا
الزمان: 1 مارس 6 الصبح
الشباك بيتفتح تدخل منه نسمة سقعة تنعش القلب، زووم قاعد بيكلم نفسه كالعادة، اااااااه دخلنا موسم الصحيان من النجمة وهننزل نجرى فى عز البرد مافيش فايدة..
زووم بيرفع راسه لفوق وبنص عين بيبوص يشوفها فين  وبيقوم يجهز عشان عارف ان هيبقى فيه وصلة مشى وجرى عالمية..
بتاخد العربية بعد الجرى وبتروح على الجاليرى..
حنان: صباح الخير ياداليدا فى حد مستنيكى فى المكتب فوق.
داليدا: ميين يا حنان؟
حنان بصوت محشرج وعيون مزغللة: انسة آسيل..
اخدت نفس كبيرة ولوية الشفة السفلى بنبرة يادى قفلة اليوم: اعمليلى قهوة يا حنان وهاتيلها البرتقان بتاعها طلعيهم المكتب وماتدخليش حد علينا، حد فى المرسم؟
حنان: اه حسينى ووائل
بتفتح باب المكتب الازاز وبتقفله تانى وراها، بترمى الجاكت على الكنبة، بتفتح اللابتوب على المكتب بتشوف الاميلات الجديدة وبنبرة عتاب ..
داليدا: عاش من شافك يا آسيل..
آسيل بنبرة عند على اسف على لخبطة مشاعر:شكرا
داليدا: اخبار مشروعك ايه وصلتى لفيين؟
آسيل: من ساعت مارجعنا من لما كنت معاكى مأنجزتش كتير يعنى عطلت شوية.
داليدا: طيب حسينى ووائل فى المرسم تحت لو حابة تكملى شغلك او لو عايزة احددلك معاد لوحدك ممكن تكلمى حا...
بتاقطعها آسيل بصوت كله توتر،، داليدا انا جايلك فى مصيبة ..
بتتعدل داليدا فى قاعدتها وبنبرة قلق: فيكى ايه؟
آسيل: انا اكتشفت انى فاشلة جدا ولا فنانة ولا نيلة ولا لية فيها اصلا وبجد مش عارفة انجز اى حاجة وجالى عريس وهو كويس وبابا محبز وماما مرحبة وكنت بفكر اوافق بس.....
داليدا وعلامات نفاذ الصبر بدأت تبان: آسيل اخلصى..
آسيل: داليدا انا لما جتلك من فترة وحكيتلك على المشلكة اللى انا فيها عشان مشروع التخرج، وانتى مشكورة خديتنى معاكى واحتويتى الموقف عشان مايحصليش مشكلة؟؟ انا وقتها بصراحة خفت لانه لما قاعدت لوحدى وبدأت اشتغل لاقيت نفسى تايهة ومش فاهمة حاجة ومعرفتش اكمل المشروع و،،و..
داليدا بعين شايفة وودن خايفة تسمع اللى وروح منهكة من كسرة عزيز جديد عليها رفض انه يسمع وقرر انه يسمع صوت دماغه..
عملتى الى هو عاوزه !! جاريتيه!!
آسيل: داليدا انا حبيته ..
داليدا: اخرسى ماسمعش صوتك انتى اتهبلتى حبيتى ايه يعنى كنتى بتكدبى علية!! جيتى مفهمانى انه بيستغلك وانك خايفة منه عشان فى الاخر يطلع ايه كنتو أفشين على بعض مثلا .. ساكتة ليه انطقى..
يخفف التوتر صوت خبط الباب حنان جايبة القهوة والعصير..
حنان: اتفضلو ..
داليدا: شكرا يا حنان اقفلى الباب وماتدخليش حد ابدا ..
ببصة غيظ وعصبية وحيرة فى نفس الوقت: انطقى احكى ايه اللى حصل..
آسيل: يا داليدا ارجوكى اهدى عشان اعرف افهمك بس ..
داليدا: ارغى..
آسيل: داليجا انا فاهمة قصده من الاول ووالله مكنتش عايزة يحصل حاجة بس مع الوقت لما كان بيكلمنى كنت برود عليه عادى بدأنا نتكلم عامة فى اى حاجة مش حاجة بعينها لاقيت نفسى مع الوقت بتشد له ووحدة وحدة قربت وحصل، الموضوع من وانا فى سنة تانية مش دلوقتى وهو ماطلبش منى حاجة عشان المشروع انا اللى عرضت عليه وهو رفض عشان احنا سايبيين بعض من حوالى ست شهور، و خفت ده يأثر على المشروع ولما رفض اننا نرجع خفت ..
داليدا: بتولع سيجارة وبتشرب القهوة وبنظرة غيظ بتزيد من الكلام،، وسبتو بعض ليه ان شاءالله؟؟
آسيل: بسبب شريف سلام..
داليدا: خضة مش مفهومة دلقت القهوة من ايدها،، يانهرك اسود شريف سلام رئيس القسم!! انتى اتهبلتى انتى ايه انتى ميين اصلا!!
آسيل: يا داليدا افهمينى انا كنت مش فاهمة وشريف مز الصراحة ومايتقلوش لاء،، لما عرف زعل منى وسبنى..
داليدا: وطبعا شريف بيه صاحبك يومين تلاتة خروج وفسح وهنا وباى باى..
طب انتى عايزة ايه دلوقتى وليه بدأتى كلامك بعريس وزفت عايزة ايه منى !!
آسيل: انا هتخرج على الحوركروك وكنت يعنى محتجاكى يعنى لو ممكن .. ممم..كنت بفكر ف ..
داليدا: حسك عنيك تكونى فكرة انى هنحتلك المشروع!!
تبقى اتبهلتى اولا انا بقالى سنين ايدى مامسكتس ماتريال ثانيا ازاى انتى اكيد مجنونة لايمكن اعمل كدة ..
آسيل : مانتى عملتيها وكمتلى مشرو المدرس بتاعك ولا نسيتى..
داليدا: اخرسى انتى شايفة ان دى زى دى !! انتى اتهبتلى .. دى كانت حاجة نبيلة بنقدمها لانسان فقد روحه وحياته عشان هدف عشان قضية!! انا مش مصدقة انك شايفة كدة انتو جيل ايه ده هم ايه اللى احنا فيه ده يارب..
آسيل: داليدا لو سمحتى انا بجد محتاجكى مافيش حد هيقدر اللى انا فيه دة غيرك بجد انا دلوقتى واقعة فى مشكلتيين مش عارفة اعمل فيهم ايه ساعديينى يا داليدا من فضلك..
داليدا: اصحابك فيين ولا الناس اللى معاكى ولا ايا كان يعنى انا مش فاهمة ومش عارفة ايه مشكلتك شوفى حل لمشاكلك زى ماكنتى على قناعة وانتى بتعمليه..
آسيل: داليدا اسمعينى انا فعلا كنت مقتنعة بكل حاجة بعلها لكن دلوقتى انا مش هعرف اواجه باللى حصل أمى وابويا يا داليدا لو عرفو هيجرلهم حاجة وانا مش هستحمل ده!! فهمانى!! وبجد لازم اتخرج عشان مايحسوش ان تعب السنين مارحش هدر، غلط يا داليدا و..
داليدا مقاطعة: و ايه!! ولسة بتغلطى اديكى اهو عايزة تصلحى غلطة بغلطة اكبر ، انا ممكن استوعب الموضوع الاولانى لكن المشروع والتخرج لاء والف لاء اتفضلى اتفضلى قدامى روحى لمى المارتيالز هنلطع الساحل دلوقتى وهتشتغلى على مشروعك لحد ماتنجزى اللى يحدد مستواكلى وتتزفتى تتخرجى بيه..
بتروح تفتح باب المكتب وتنزل على المرسم،،
حسينى ، وائل.. اعملو حسابكم هنسافر الساحل الشاليه بتاعى هناك هتشتغلو انتو التلاتة آسيل هتنضملكم خلصو مشاريعكم هناك روحو لمو حجاتكم وشوفو محتاجيين ايه وهنسافر لما اقفل الجاليرى بالليل نتقابل هنا الساعة 11 .
بتبص لفوق بتشوف آسيل واقفة مافيش اى علامات خوف على وشها ولا قلق ولاحتى ندم..
المكان رووف توب فى الزمالك بعد المحادثة المريبة اللى كانت بين داليدا وآسيل كان لازم داليدا تقعد مع نفسها ترتب افكارها وتشوف هى ممكن تعمل ايه فى المصيبة دى..
افكار كتير بتتخبط ذكريات بتطير قدام عنيها، مشاهد من لطشة قلم خدتها اول ماعرفو فى البيت بعلاقتها بحادثة مدرس الرسم وتانى خناقة اللى اتكسر فيها دراعها من علقة اخدتها من اخوها لما عرف انها على علاقة بشاب من دينها.. رامى آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآه يارامى..
لليوم اللى قررت انها هتسيب الببيت وتهرب من سجن امها واخوها بعد وفاة ابوها وازى عملوها يوم ماراحت تاخد عزاه الاهانة والكلام اللى يوجع ويجرح انتى اللى موتيه ،، تقتلى القتيل ،، عايزة ايه تانى مش كفاية اللى عملتيه،،قلبى وربى غضبانين عليكى،، شكر الله سعيك .
معملتها وكانها عاهرة جبتلهم العار، 15 سنة فاتو واكتر على قطيعة مش تامة اينعم بس هما مش فى حياتها ولا هى فلى حياتهم الا من خلال سوشيال ميديا .
استاذة داليدا: اجبلك واحدة تانية؟؟ صوت قطع حبل افكارها وذكرياتها وقاطع طريق دمعة نزلت من عينها..
بصوت مبحوح ومسحة دمعة بكف اليد، اه بس هتها ساقعة عشان اللى فاتت مكنتش ساقعة..
رجعت لشرودها تانى ورسرحت لعد ماعدت النيل الناحية التانية سافرت لبعيد لاسوان لاخر مرة جمعهتا برامى حب العمر اللى ماتنساش ومش هيتنسى.. لحظة شجن جمعتهم سوا قالو كل حاجة ممكن تتقال زى مايكونو عارفيين كتبو اخر سطر فى الرواية وعلى غلاف النهاية على شط نيل اسوان غطتهم شمس يناير بسهامها الذهبية ختمو يومها على قلوبهم ختم النهاية المفتوحة..
فاقت على صوت رنة الموبايل: انتى فيين يا ست؟
دليدا: ايوة يا عز  انا فى روف توب، اه سبت الجاليرى كنت محتاجة افكر ف كام حاجة كدة، صحيح بقولك ايه انا هسافر الساحل بالليل عايزاك تيجى تاخد زووم مش عايزة اخده معايا عيان والجو هناك برد عليه وكمان مش ضمنة اللى هيحصل ،، لاء انا كويسة انا بس هيبقى معايا مجموعة شباب من الكلية هيخلصو المشاريع بتاعتهم فا مابكنش مركزة معاه، طيب خلص وعدى على البيت خده،، ايوة يا عز كويسة ماتقلقلش ماشى حبيبى مع السلامة..
عز، صديق داليدا الصدوق اكتر انسان وقف معاها وجمبها وبتثق فيه اكتر من روحها صديق زى مالكتاب بيقول وعشرة سنين صندوقها الاسود زى مابيقولو كدة..
الساعة 10 ونصف بالليل، داليدا بتكتب تعليمات لمدة اسبوعيين قدام وبتسبها لحنان عشان توزع المهام على الناس الفترة دى ، بضاعة جديدة جية  فى شبابيك و اربع معارض فى مسك الليل دة غير فيلا محمود زهنى اللى المفروض داليدا بتشطبها الماتريال بتاعتها على وصول، حنان لو نسيتى حاجة هموتك..
عيب يا ست داليدا وهى اول مرة بس انتى هتسبينا كتير قوى المرة دى اسبوعيين كتير دى اول مرة ماتحضريش افتتاح المعارض خصوصا ان فيهم واحد ل مى زاهر..
دليدا: معلش يا حنان انتى عارفة ان مستقبل الولاد دول عندى مهم..
حنان: طب انتى متأكدة ان مافيش حاجة تانية؟
داليدا: ماتقلقيش بقى يالا قفلى الدنيا..
الساعة 11 حسينى ووائل والست هانم شرفت ، فتحت داليدا شنطة الرانجلر بتاعهتا ومليتها بماتريال قد كدة أمنت على الايس بوكس بتاعها وانطلقت...