" بتذكرك كل ماتيجى لتغيم ،
وجهك بيذكرنى بالخريف ،
ترجعلى كل مالدنيا بدا تعتم،
متل الهوا اللى مبلش على الخفيف "
وكأنك ياست فيروز كنت حاضرة القصة من اولها وبتحكيها بصوتك العذب واحساسك العالى اللى مالوش زى ، وخلصت الحكاية لكن فضل صوتك يحكيها " كل خريف "
فى الخريف كانت بداية القصة وفى الخريف كانت برضه نهايتها دى مش صدفة لكن ده القدر وحكمته ومنطقه اللى عمرنا مانقدر نفهمه ابدا ولا نستوعبه بعقلنا اللى على قده..
الخريف ، بارد وحر رطب وجاف سحاب كتير وغيوم وشمس طالعة وسما زرقا نقاء وصفاء وتراب وعفار شبورة ووضوح وكل ده ممكن يحصل مع بعضه مرة واحدة وفى يوم واحد ، يوم من ايام الخريف ...
فى الخريف : الغيام والعتمة يقبضو قلبك ، تيجى نسمة هوا تفتح مسام القلب وتنعش روحك يدخل من بين سحاب ابيض وسما زرقا شعاع شمس ذهبى خجلان يداعب طرف عين من بنت يظهر الاخضر فى لون عينيها ، تنزل من سحابة تقيلة نقط المطر تطهر الروح وتغسل المشاعر ، وكله فى يوم من ايام الخريف ....
وهى : بنت الخريف شاربه منه كتير وراثه غموضه وفرحه ونقاءه وقلبته اللى شبه قلبة موج البحر فى يوم من ايام الخريف ، مشاعرها فى رقة ورقة شجر من ورق الخريف ، وقوية قوة الجذع العتيق اللى لايمكن يتهز من كل دوامات هوا الخريف ، على اغصان قلبها الخالى من معظم اوراقه بنت الطيور اعشاشها ، وشمس الخريف الخجلانة بتعكس خضار عينيها اللى هرب من اوراق الخريف وادارى في عينيها عقلها فى صفاء سحاب الخريف الابيض وقلبها فى نقاءه ، غضبها يشبه موجة بحر هايجة من هوا الخريف توقع كل ورقة اصفر ومات من على الاغصان ، دموعها مطر خريف ينزل عشان يهدى عواصف التراب اللى بيجيبها هياج غضب الخريف ترجع للكون نقاءه من تانى ...
وهو : ابن الخريف وشارب منه كتير ، مشاعره جافة زى الشجرة اللى سقط ورقها ومستانية اى نقطة مطر ترجعله الحياة ،،
وحيد زى الوردة اللى راح كل حبايبها من حواليها وابتديت تدبل اوراقها وتنشف من سقاعة ورطوبة ليل الخريف ،،
حيران زى ورقة سقطت من العالى ومش عارفة على فين هتنزل مرساها الاخير ،،
غضبان زى موجه هوا تقيل بارد محتاج للمطر يهاديه ويقوف غضبه ،،
حزين زى نهار خريف مشتاق لشعاع شمس يبين الاخضر
وفى عنيها كان كل الاخضر
قابل عينيها تحت شعاع الشمس الخجلانة حس بالدفا ، شاف النقاء ، فرح بالنسمة المدللة ، سقطت الورقة على ارض خضرا لسة فيها باقى نبض حياة ، هديت حيرته ، ولمس قلبه خيط الفرحة ، وبدأ غيام الخريف يهدى ويكشفله شواية من هدوءه وجماله ...
لكن هو كان دايما بيميل لحزنه وكتير حيرته كانت بتغلب وضوحها ، كل ماسحاب الخريف يتقل عنده كل ماكانت شمسها هى بتظهر اكتر
عتمته كانت قصاد نورها ، وغضبها كان بيعكر لحظة صفاءه ، قوة اغصانها كانت بتواجه ضعف وحيرة اوراقه ، لحظة الاخضر فى عيونها ، كانت لحظة صفار وجفا فى قلبه ، عدت عليهم كتير لحظات انتظار ، هى تنظر ان حيرته تخلص ويواجه نقاءها مع نقاءه
وهو كان بينتظر ان لحظة ضعفه تخلص وتيجى اللحظة اللى هو كمان يكون قوى فيها عشان يقدر يقف جمبها وماتجرفهوش عواصف الخريف بعيد عنها .... دوامة الخريف بعدتهم عن بعض ، كل ماكان حد فيهم يحاول يوصل للحظة مناسبة يبقى التانى بعيد
معرفوش يمشو جنب بعض مقدروش يبقو مع بعض ، ولاد الخريف كان صعب عليهم يلقطو اللحظة اللى ممكن يقربو فيها من بعض
كانت تشوفه جاى من بعيد تحس انه خلاص قرب وفى لحظة تيجى دوامه هوا تخدو بعيد ، وهو كل مايحس انه غضبان حيران حزين كا يدور عليها وعلى هدوءها ونقاءها وقوتها ...
لحد ما فى يوم من ايام الخريف قدرو يلقطو لحظة تجمعهم ، قدرو يهربو من غدر الخريف ، قدرو يشوفو بعض رغم عتمة الخريف ، لكن للاسف كانت اللحظة ماتستحملش اكتر من انهم ينهو الحدوتة ... فى يوم من ايام الخريف
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق