وانا صغيرة كان عندى حلم عادى جدا زى اى بنت، انى هكبر وهحب وهعيش ايام حلوة، ان نفسى اخلف اربع اطفال وكنت فاكرة انه هوديهم مدرسة وهنذاكر وهنروح نعمل نشاطات كتير رياضة وفن وسفر..
كانت بتشاركنى الحلم صديقتى المقربة وولادنا هيبكرو سوا.. فرحنا وحلمنا قوى فى الوقت دة.
كبرت ومرت الايام ولاحلام دى تلاشت واحدة واحدة لحد ماغابت زى الشمس فى الغروب بعدت تمام عن عينى وجه بعدها ضلام مالوش نهاية..
مرت الايام وخبطتنى زى مركب منغير شراع فى عرض المحيط، اتشالت واتحطيت واتقلبت ورجعت وبحرت بعيد وكل شوية ارسى على بر وافتكر انى وصلت بس شوية واكتشفت انه دة مش مكانى، اخد بعضى وبحر تانى وابدا رحلة جديدة..
مرت الايام والشهور والسنين لحد ما وصلت لقناعة انى مصيرى فى البحر وانى بحارة مهارة والشط ماهو الامبجرد محطة لملىء الوقود والاكل والشرب وبس ، اشحن واجمع وبحر تانى، اخدت على حركة الموج البحر هو المكان الوحيد اللى بيحتاوينى ومنقشاتى معاه هى اللى بتحدد شكل افكارى وروحى..
لكن ديما وسط القناعة دى والاقرار بأن دى حياتى وانى مش هرسى على بر، فضل جوايا مع القناعة دى احساس موازى ديما بالخوف من الغرق فى اى لحظة معرضة انى لما اقع من على المركب مش شرط فى كل مرة اقدر اطلع عليها تانى وان رجلى ممكن تخونى فى اى لحظة وماتشلنيش واتزحلق وهب ننزل للاعماق وماتطلعش تانى..
اتوعدت اعيش بمشاعر ماشية بالتوازى مابين رضا وخوف، غضب وسلام، قيد وحرية، ايقنت ان الرحلة مابتخلصش بوصولك لمكان معين، الرحلة طويلة ومليانة محطات ومهما حاسيت انك وصلت فاعرف انك برضة هتفارق ومهما زاد الطريق طول مسيرك فى لحظة هتوصل..
عرفت ان الاهم تبقى عارف وانت مفارق انت مفارق ليه وانك لو عايز توصل فانت هتوصل لايه..
كتير بيوحشنى الحلم القديم ولما اعد ابص للسما وانا على سطح المركب بتاعى اتخيل لو كان الحلم اتحقق كان هيبقى شكل حياتى دلوقتى ايه..
انا مش سعيدة ودى حقيقة انا لازم اواجه نفسى بيها ومش راضية بنسبة ما عن حاجات ماليش يد فيها وعارفة ايه الخطأ اللى عملته وذاكرت دروسه كويس..
مش هدور على السعادة ومش هستنى اشوف هوصل فيين، هبحر وبس واتفرج على الدنيا من حواليا ولما احس ان فيه حاجة قدامى هتضفلى هروحلها اضمها لمجموعتى اللى معايا على المركب وكل ما الحاجات تكبر كل ماهكبر المركب وميين عارف يمكن فى محطة اركن وحد يجى يشاركنى او قابل حد بس عايز توصيلة هوصله واكمل مش مهم مابقاش مهم..
المهم ان على الاقل عرفت انى املك مركب حياتى وانى انا ماشية بيها وسط بحور العالم وبقابل بيها طلعات ونزلات الحياة بعطل وبكمل بتبوظ وبصلحها..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق