الأحد، 23 يناير 2022

مسك الليل 6

المكان: بيت داليدا
الزمان: يوم برد ممطر ساقع منعش من ايام طوبة الى بتخلى الصبية كركوبة..
الحدث: داليدا بقالها اسبوع مرمية على الكنبة، قررت تفتح عينها نص فاتحة بما صحيت على صوت ابمطر وهو نازل على شبابيك البيت..
زووم: قومى بقى كفاية ونبى كدة ياست انتى اسبوع كفاية، انا عارف انها كانت سنة مهببة بس خلاص انتى من اولها وانتى مش هنا قومى قومى.
بتمسك الماكبوك بتعها بتفتح الاميلات بتفرها سريعا وفى النص لفت نظرها دعوة لتوقيع أخر كتاب لصديقها ورفيق دربها الى عمرها ماقبلته مقابلة فى الواقع، لكن ديما بيتلاقو بين سطور كل كتبه، مر قدام عنيها ذكريات سنين عدت وفاتت بتفصيل كتيييييير..
زووم: بعوجو فى دماغة وقام قعد نص قاعدة وباصص عليها بصة اناعارف فى اعصار قادم..
بتترسم على شفايفيها ابتسامة دافية واثقة واصلة بعد رحلة طويلة..
بتقوم فجاة بتشغل بلاي ليست منير وبتقلع توب البيجامة الشتوية التقيلة المقيدة للحركة وكاتمة على الروح وطابقة على مراوح الفكر..
بتفتح المكتبة وبتبدا فى فرز كل كتبه المرصوصة بعناية بتاريخ قرايتها ليها لاول مرة مش بترتيب صدورها.
بتجمعها كلها بس طبعا ناقصها الكتاب الاخير الى حالها دعوة توقيعها نظرا لحالة الركود الى كانت فيها.
بتمسك الموبايل بتفتح النتيجة بتشوف الايام.
بتكلم حنان: الو حنان، معرض مصطفى درويش هيخلص امتى فى قاعة بليغ؟
حنان: ٢٨ يناير.
داليدا: طيب ماتحجيزش فيها اى شغل من ٣١ يناير الى ...
لا سيبيها مفتوحة، ماتحجزيش اى شغل فيها تمام.
حنان: ايوة بس انتى عارفة ان عوف كان عايزها من اول فبراير.
داليدا: انا هكلم عوف مالكيش دعوة، سلام.
بتقوم تلم الكتب دى كلها فى كرتونة وبتفتح دلاب العدة بطلع الكاميرا والحامل وعاكس الضوء وشمسية نظرا للاجواء.
بتلم كل دة بتدخل تاخد دش سريع تنفض منه تراب الركنة والعفرة بتاخد زووم والعدة والكرتونة وبترميهم فى العربية وبتنزل تلف فى شوارع المعادى لحد مابتوصل جنينة فيلا فى تقاطع ٨٣ مع ١٥.
بتنزل زووم والعدة وبتبدأ تشتغل.
فى الوقت الى داليدا منهمكة فى ترتيب الكتب على النجيلة وظبط اضاءة وكاميرا الى مامسكتهاش من ١٠ سنين.. بيلف عز بالعربية هو وسارة..
سارة: مش دى داليدا؟
عز: فيين؟
سارة: الى عند الفيلا هى بتعمل ايه وايه الكتب دى هى تقف بفرشة ولا ايه؟ ههه
عز: استنى نروح نشوف ايه دة.
يا دودو بتعملى ايه ايه يابنتى انتى قلبتيها سوق الجمعة واحنا مانعرفش ولا ايه؟ هه
داليدا: هاى عز، هاى سارة.. اه قلبتها سوق جمعة مانت عارف بقى العيشة صعبة  ها ها خفيف.
عز: لا بجد بتعملى ايه.
داليدا: بحضر شغل ايه مش شايف الكاميرا! المهم بتعملو ايه انتو كدة ايه اللى جايبكو هنا؟!
عز: كنا بنودى مارلى للدكتور بتاع زووم، وبنشترى حاجات للشقة وطالعين التجمع دلوقتى.
عز: طب تمام فرصة سعيدة يالا اتكل على الله بدل ماتستعوقك..
عز: ياشيخة..
داليدا: بقولك ايه دى ماهنش عليها تنزل تسلم علية، انتو من ساعة ماتصلحتو وانت عارف كويس انت بتتعامل معايا ازاى، عز الصاحب الجدع مابيعلمش الى انت بتعمله وانت عارف انك مقصر من زمان وانا ساكتة وماتكلمتش معاك ومقدرة الظروف، عموما انا بقولك انك مقصر ومش موجود وانك صاحب مش جدع..
يالا روح عشان مش فضيالكم حقيقى ورايا شغل وانتو وراكم شقة بتتشطب..
باى عز .. باى سارة see u
باى داليدا..
داليدا باصة ل زووم.. عرفت بقة انا ليه كنت قافلة علية بابى ومش طايقة حد عشان الواحد كب مايجى يشجع نفسه على حاجة عدلة يجى اللى يعكنن عليه، اصحاب غم زى وشهم.. يالا يبنى..
بتبدأ داليدا فى رص الكتب كلها وبتبدأ فى ضرب فلاش الكاميرا، صورة مجمعة لصور فردية لكل كتاب على حدى، مع صور لاجزاء داخلية للكتب لصفحات فرقت معاها وفى حياتها..
من اول غلاف البيمبو لاخر غلاف بصورة مديحة كامل..
كتب بريحة العمر اللى عدى..
١٠ ساعات قضتهم داليدا تحت مطر الشتا، ٩٠ صورة ماعرفتش اخدتهم ازاى، زوايا والوان والابيض والاسود، سطور تحتيها سطور بتوصف مشاعر بنوتة فى الجامعة لسة بتنقش فى الحياة حروف، للبنت الى بتخطف فى المواصلات لحظات تتوه فيها معاه فى عالم موازى يحميها من نهش الدنيا، للست داليدا الى بترقص فالز مع كلماته فى الليل على انغام شتراوس ونعومة الواين..
لمت أشيائها زوومى، يالا حبيبى هوم..
بعد سهراية طويلة على تنظيم الصور وتظبطيها والشغل عليها، بتاخد بعضها وماكبكها وكاميرتها وبتتجه على الفكلى، معاد طباعة الصور وتحضيرها للمعرض..
داليدا: سلام عليكم جميعا
كل اللى موجودين فى المعمل: وعليكم السلاااااااام اهلا ياةاستاذة عاش من شافك عامل ايه ياراجل ياطيب ايه المكان زى ماهو ..
نوريتنا ياست البنات، ولا يا على قهوة سادة بن غامق سادة بسرعة ومياة معدنية يا ولا مش من الحنفية
ضحك من القلب: لسة فاكر ياراجل ياعجوز
الى زييك مايتنسوش يا بنت الاصول..
بقولك ياراجل ياطيب انا جيالك فى شغل بس هو شغل مختلف.
وايه الجديد يا ست البنات ما ديما شغلك مختلف.
تسلم ياغالى، لا انا عايزة اعمل على لوحة كبيرة تجميعة كدة يالا بينا على فوق وهقولك واحنا بنشتغل..
يالا،، الا بالحق انتى مابتشوفيش حد من الجماعة؟!
لا والله يا عم خلف، من اخر معرض كنا بنحضرله عندك ماتقلبناش..
ايوة فاكر المعرض الى ماتعملش، انتى عارفة ان صواركم لسة عندى؟
بقلب انتفض من مكانة وعيون واسعة اتساع الكون وخضة كاتمة الانفاس،، بجد ياعم خلف؟؟!!!! فيين؟؟!
تعالى، بيتفح عم خلف ستارة وراها مخزن مليان صور، فضلت ماشية وراه وكأنها ماشية ورا عراب واخدها لمصير مجهول سرداب حواديت اتحكت بالميات لكنها بتسمعها لاول مرة.
وقف عم خلف وبدا يزيح بايده حبات تراب وراها بحر ذكريات ومشاعر ومواقف حياة كاملة اتعاشت..
اول صورة، صورة لبنت واقفة تحضن موج البحر فى عز الشتا صورة مضببة وهى منورة فى وسطها..
الصورة بامضاء رامى اسحاق..
بترمى عنيها جت على صورة بورتريه لوجه ملاأكى عيون عسلى فاتحة وبشرة بيضا فافة دقن مدببة ونظرة حادة حجاب شامخ فى الخلفية باهت قناديل السلطان حسن..
صورة مجمعة الشلة فى اخر يوم الرحلة..
بس الى وجع قلبها صورة ماكنتش على البال..
عم خلف ميين الى صور الصورة دى؟!
بيضحك عم خلف ضحكة خبيثة، يوم ماكنتو بتتخانقو قبل المعرض بيوم، كان عندى هنا بالصدفة مصور صحفى صديق لية قرر يصوركم كلكم وانتو مقطعين بعض ومش عارفيين ترسو على رأى، وصورتك مع استاذ رامى دى انا طلبت منه يسبهالى بصراحة شكلكم كان يضحك قوى ازاى بتتخانقو وازاى عينكو كلها حب لبعض ولا كانكم لامؤخذة يعنى هتبوسو بعض 😊
اه منك ياراجل ياشقى، عم خلف، تدينى الصور دى؟!
لاء، كان رده صادم
ليه ياراجل انت؟!
الصور دى الى بقيالى من اخر ايام نفحات الزمن الاصيل ياست البنات..
اديكى شايفة لابقينا بنحمض زى زمان ولا الناس بقت ناس، كل فترة كدة ابص عليهم ويصبرونى على الايام، بس اوعدك لما اموت انا مواصى يبعتولك الصور * بعد الشر عليك* شر ايه ياست البنات هو ميين مخلل فيها يعنى..
تعالى يالا نشوف شغلنا..
وهى خارجة من عمر الذكريات عينها وقعت على امضاء الصورة بتاعتها هى ورامى.. احا دة اسم الكاتب صديقها اي الصدف دى، عم خلف معلش ونبى، ممكن اخد الصورةى ونبى ونبى ماتقولش لاء، دى مهمة قوى بالنسبة لى..
ماشى ياست الكل عشان خاطرك بس..
عم خلف، الصور ابعتهالى على الجاليرى زى ماتفقنا لما تخلص هستناها ونبى ماتاخرها..
سلام ياست البنات..
٣٠ يناير، داليدا فى الجاليرى بتشتغل بايدها بتلون الحيطان وبتغير لمض القاعة بنفسها بدأت فى تعليق الصور صورة صورة بنفسها وفى وسط القاعة صورتها مع رامى..
بتبدا فى ارسال الدعوة للمعرض:
بندعو اصدقاء العمر لمعرض العمر هستناكم
مسك الليل.
اول دعوة كانت لصاحب المعرض والى معمول على شرفه وكالعادة عمرها ماتخيلت انه ممكن يجى..
٣١ يناير، يوم الافتتاح، جالها حضور من كل مكان، كله حى يحضر معرض مجهول دى حركة من حركات داليدا ميين صاحب المعرض؟!
مساء الخير يا اصدقاء العمر المعرض انهاردة فوتوغرافيا فى قاعة بليغ، المصور داليدا صاحب المعرض الفعلى هو الفنان الكاتب العظيم اللى شكلى حياتى انا شخصيا كان رفيق درب كبير تحية كبيرة..
بيدخل من الباب بهدوء وحضور راقى، الكل بيسلم عليه وبيناقشو فى جمال افكاره وكتاباته، لحد مابيوصل لحد عندها بيلقيها واقفة قدام الصورة القديمة..
بنظرة هادية جدا، حد يتجسس على حد كدة ؟!
- كان شكلكم كوميدى بصراحة، كان بينكم حاجة غريبة حاسيت انها لازم تتوثق عشان ارجعلها كل فترة عشان اتعلم منها معنى معين..
نظرتك ليه كان كلها لوم وحب فى نفس الوقت مع زعييق مع طبطبة، وهو بيحاول مش عارف محتار يهديكى ولا يقولك اسف بس هو مش اسف اصلا هو كان شايف انه مغلطش دة حقه..
-نورت المعرض..
-شكرا انك عملتى كدة انا بعد الامتنان بشوية، للفكرة عمرها ماجت فى بالى انها ممكن تتعمل، افكارك ديما بؤة الصندوق..
- انت صديق عزيز ورفيق العمر والدرب تعالى لما اخدك فى لفة كدة واحكيلك حواديتك عملت معايا ايه واحكيلك حواديتى الى اتشكلت على سطورك..
دة مافيش اجمل من المشى مع صديق قديم..

ليست هناك تعليقات: