المكان: الزمالك
الزمان: عصرية يوم من أيام الخريف
الحدث: يوم شغل عادى قاعدة على مكتبها فى الجاليرى بتابع اعمال العارضيين على الايميل الخاص بيها، من كل شكل ولون ومدرسة كله بيحب يعرض عندها اعماله من لوح ، لمنحوتات ، لتصاويير .. بابها ديما مفتوح لكل روح جديدة
وهى بتقلب فى الاميل وقصادها على المكتب سيجارتها وفنجان القهوة، مزيكا حلوة طالعة من كل زاوية فى المكان، المكان مش زحمة الصالة تحت فيها معرض تصوير بالابيض والاسود وكام فرد اجنبى مابين وشباب كلية الفنون وناس فنانة الطبع والهوى..
مكان تنيذ الورش فاضى انهاردة بعد ماعتذر عنه صديقها بتاع السيانريو اللى كان هيدى ورشة انهاردة، واسيل طالبة الفنون اللى قاعدة بتحاول تستجمع حلها الهامها بعد خناقة مع المعيد اللى رافض افاكر مشروعها بعد مارفضت هى الانصياع لافكاره الجنسية المريضة..
اتفجأت داليدا بأميل من الايمالات لطالب فنون مقدم عايز يجى يعرض فى المسابقة التحميسية اللى قررت داليدا تعملها فى الجاليرى قبل امتحانات نصف العام لطلبة الفنون عشان تديهم ثقة شوية اكتر فى اعمالهم، الطالب راسل ليها صورزيت كلها بروتريهات او مستوحاه لسيدة ثلاثينية دايما شاردة الزهن حتى فى اكتر الاوقات زحمة وحيدة وسط اكبر التجمعات ، لكن اكتر لوحة استوقفتها كانت للسيدة دى عارية فى غرفتها الخاصة جمبها كاس النبيت الاحمر وسيجارتها وجرمافون قديم يبدو شغال وكلب راقد تحت شيزلونجها وعلى وشها ملامح الونسة رغم انها لوحدها واكتر ما ادهشها فى الاربع لوحات ان السيدة تشبهها كثيرا..
بدأت داليدا فى الرد على الايميل :
عزيزى محمود،
لقد تشرفت بالنظر الى لوحتاك وارجو تحديد موعد فى الاربعاء القادم السابعة مساءا لمناقشة تفاصيل العرض ، مرحبا بك فى جاليرى " مسك الليل" تحياتى
اقصر ايميل ممكن ان تكتبه لاحد عملائها.. قفلت اللابتوب وخدت اخر نفس من السيجارة واخر شفطة فى القهوة، وقامت تشوف حال اسيل واخبار تمثالها اللى وقفة قصاد هيكله ومفتورة عياط وحزن شدت كرسى وولعت سيجارة تانية وبصت من الشباك..
اسيل : داليدا انا مش عارفة اكمل كدة
داليدا: اسيل غضبك وحزنك مش هيروح لكن ممكن يدوب .. مسكت بايدها حتة طيبنة وهرستها بين ايدها : كدة يا اسيل دوبى غضبك وحزنك جوة حتة الصلصال دى وشكلى منها قطعة فنية منحوتة من روحك لما هتشوفها جمالها قدامك هتفهمى انك من حزنك خلقتنى ..جمال هيميزك قدام الجبن والقبح اللى عايشيين فيه.. دوبى يا اسيل .. واديتلها حتة الصلصال اخدتها وبدأت تنحت لنص الليل..
الزمان: يوم الاربع الساعة سابعة بالليل
المكان: جاليرى " مسك الليل"
كان فيه معرض لفنان كبير ومن اقرب الاصدقاء لداليدا واليوم دة كان كبير قوى وكل المساعديين كانو شغاليين من نار المزيكا اللى الكل بيحبها شغالة ومستنية صديقها عازف الجاز المشهور فى اوساط الفن الراي على رأى داليداعشان يصاحب عرض اللوحات انهاردة فى الافتتاح للمعرض الخريفى المنتظر..
دخل محمود مخضوض من العدد اول مرة يجى الجاليرى واول مرة يجى فى يوم زى دة مليان ناس فنانيين معظمهم مثل أعلى ليه ويتمنى بس يسلم عليهم كدة معقولة انا وسط الحشد دة معقولة انا هتجيلى فرصة واتعرف ولا هى جايبانى انهاردة عشان تستهزء بشغلى قدام الناس دى ولا ايه معقولة هى شريرة كدة! لاء هى مش كدة ياترى هتعمل فيه ايه؟؟ اسألة كتير فلى باله سرحان ةمخضوض..
فاق من شروده على ايد بتخبض على كتفه وصوت مزيج من ثقة وحشرجة سجاير وحنان وغموض.. اهلا محمود
اتخض واتفزع بصلها وارتبك.. اهلا؟ حضرتك تعرفيينى؟
داليدا: انت ناسى انك صورتك فى الايميل.. بس السؤال بقى انت تعرفنى؟؟
محمود مخضوض ومرتبك: طبعا اه ايه لاء اه اه ..
ضحكة خفيفة من داليدا: تعالى اعرفك على درش..
نظرة استغراب ودهشة : بيمشى وراها محمود..
داليدا: درش ، اعرفك على محمود رسام .. مصطفى
محمود ماقطعها: طبعا اهلا استاذ مصطفى اهلا بيك ..ايه رأيك فى المعرض يا محمود؟
داليدا مقاطعة طيب اسيبكم انا واشوف اللى ورايا محمود خلص كلامك مع درش ةانا فى المكتب فوق مستنياك ..
بعد حوالى نصف ساعة.
أحم أحم.. اتفضل يا محمود.
محمود: مافيش باب؟
داليدا: باب فى الحرم !!
محمود : حرم!!
داليدا: طبعا احنا فى محراب للفن والحرية يا محمود، بكرة لما تكون واحد من العيلة هتفهم، اقعد واقف ليه؟ بيير؟
محمود: اه تمام
داليدا بتمد ايدها بالبيير لمحمود: تعرفنى منين يا محمود؟
محمود دلء البيير
داليدا : ضحكة عالية: خير خيير بيقولو دلء البييرة خيير خد امسح ولا يهمك،، اهدى بس مافيش روح حرة ترتبك كدة..
محمود : نظرة شرود وسكوت..
داليدا: تعرفنى منين يا محمود انا عمرى ماشفتك ولا اتكلمت معاك ؟؟
محمود: مش كلشيه بس انا شفتك مرة وانتى بتمشى مع الكلب بتاعك وعديتى من عند سور الكلية وكانت اسيل واقفة وسورى يعنى " بص فى الارض"
داليدابتضحك : ماشى علقتو علية وجبتو سيرتى معروفة
محمود: والله بالخير، روحت لاسيل اسألها عليكى حكيتلى عنك وقلتلها عايز اشوفها ، اسيل سالتنى اعرفك عليها ، قلتلها لاء اشوفها من بعيد، عرفتنى على الجاليرى وبدأت اتبعك فى اربع شهور عرفت انتى ساكنة فيين واتخيلت شكل البيت وشفت من ورا الازاز معارض كتير عرفت بتخدى قهوتك فيين ومع ميين عرفت بتقضى الليل والنهار ازاى ، بتكرهى الصيف والخريف هو اقرب صاحب ليكى كلبك كل حاجة ليكى بتحبى صحبتك الانتيم ، مصاحبه بس مابتحبيهوش وحبيبك ماكملتوش سوا بيوحشك ومابتقوليش .. داليدا قاطعته.. محمود كان كفاية تقولى ستوكر وخلاص وضحكت وضحك ..
طيب تمام " ولعت سيجارة" انا وفقت على رسوماتك وهتخدل فى مسابقة الخريف انت معانا مبروك انا بس كنت محتاجة اقولك ان احنا جايزتنا معنوية زى ماكان متوضح وطبعا اللوح المباعة دى لييك مافيش نسبة لان دى حاجة من الجاليرى ليكو، بتقف من على الكرسى وتمد ايدها تسلم عليه ووشها كله ارتباك بتحاول تخفيه... الجاليرى تحت امرك تابع المعرض برحتك انا هنزل اتابع المعرض وانت المكان مكانك .. بتسلم عليه وتنزل
قاعدة فى البيت الباب بيخبط.. بتفتح محمود!!
ماسألتنيش على اهم لوحة..
بتسيب الباب وبتدخل بيدخل وراها ويقفل الباب
دايلدا: بيير؟
محمود: ماشى
داليدا بس ماتدلقهواش مع ضحكة بتخفى بيها ارتباك حاجة هى عارفة كويس قوى انها جاية..
داليدا: الفنان بيتلكم على لوحه فى المحافل الفنية والمعرض انا مأجلة الكلام ليه، علشان لما تتكلم عنها اول مرة هيطلع الكلام بكامل احساسك بيها وشغفك كانك بترسمهتا لاول مرة..
محمود: ليه وحيدة وسط الناس وبتتونسى بوحدتك؟
داليدا: محمود كلامك حلو بس مش جديد ماتسألش اسألة اكبر منك وتفتكر انك قدها، اتعلم ديما انك لما تسأل سؤال تبقى عارف انت عايز ايه من ايجابته بلاش اسألة المراهقيين، اوعى تكون بتقول الكلام دة لاى بنت فى الجامعة بتعجبك تبقى مصيبة..
محمود : بغضب ماتتريقيش علية انا مش عيل انا بحبك مش عارف ليه وامتى بس بحبك رحك ملكانى سكوتك وغموضك ونسك لنفسك قاتلنى بتعمليها ازاى بتدوبى وسط الناس زى نقطة المياه موجودة ومش ممسوكة لوما بتبقى لوحدك بتبقى عود صلب قوى له ملامح واضحة محددة وناعمة، بحبك يا داليدا انتى رجعتينى لروحى ..
بقرب منها بوسة من الروح للروح بتدوب فيها الروح تغمض العيون وتعيش فيها الشفايف رحلة لعالم موازى ..
فترة وقف فيها الزمن.. بتبعده عنها وبكل خنقة وحشرجة صوت وعنف وغضب محمود..
بتهدا : محمود: انا عملت حاجة غلط؟
داليدا: ايوة بس الغلطة فى حق نفسك
محمود : بكل علامات الدهشة!!!! مش فاهم.
داليدا: اسمها ايه؟
محمود بدهشة اكبر : هى ميين؟
داليدا : حبيبتك اللى عمرك مانستها ومحوش ليها كل المشاعر دى
لحظة سكوت طويلة جدا
داليدا : محمود حبيبك لما يمشى ومايكنش موجود لاى سبب ماتملاش وجوده بالهوى .. خليها عايشة فى روحك اعجنها فى لوحك الصورة مش انا " بتفتح الابتوب" بص انت شايفها انا دلوقتى !! بص كويس
محمود: مش نفس الملامح بصوت ساكت.
داليدا: انت حاسس بس انها روحها من روحى انت حبيت تشوفها فيه عشان عايزها تفضل فكراك وعلى ذكراك وانت كمان، طبيعى
عيش وفن وحس واملى روحك بس اوعى تزعل روحك منك ماتقولش بحبك غير لحبيبك ..
البوسة يامحمود هى الحاجة الوحيدة اللى بتفضحنا حتى نظرة العين فينا ممثليين كتير لكن البوسة تفضح العاشق والانانى والخايب والخاين والمحب والولهان دى بتدوب روح فى روح ماينفعش تكدب..
داليدا فى محاولة منها لتهدية الجو: بس دة مايمنعش انك بتبوس كويس هتبقى حبيب درجة اولى يا ولا..
قوم روح او لو عايز تبات هنا بات بيتك برضة انا هنزل امشى زووم شوية لو حابب تيجى وتحكيلى عنها تعالى ..
محمود : مبتسم وعيونه فرحة ماشى هاجى ..
بينزلو يتمشو فى شوارع الزمالك طول الليل حكايات عن حبه وحبها والحياة..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق