الأربعاء، 30 أكتوبر 2019

كان حلم..

وانا صغيرة كان عندى حلم عادى جدا زى اى بنت، انى هكبر وهحب وهعيش ايام حلوة، ان نفسى اخلف اربع اطفال وكنت فاكرة انه هوديهم مدرسة وهنذاكر وهنروح نعمل نشاطات كتير رياضة وفن وسفر.. 

كانت بتشاركنى الحلم صديقتى المقربة وولادنا هيبكرو سوا.. فرحنا وحلمنا قوى فى الوقت دة.

كبرت ومرت الايام ولاحلام دى تلاشت واحدة واحدة لحد ماغابت زى الشمس فى الغروب بعدت تمام عن عينى وجه بعدها ضلام مالوش نهاية..

مرت الايام وخبطتنى زى مركب منغير شراع فى عرض المحيط، اتشالت واتحطيت واتقلبت ورجعت وبحرت بعيد وكل شوية ارسى على بر وافتكر انى وصلت بس شوية واكتشفت انه دة مش مكانى، اخد بعضى وبحر تانى وابدا رحلة جديدة..

مرت الايام والشهور والسنين لحد ما وصلت لقناعة انى مصيرى فى البحر وانى بحارة مهارة والشط ماهو الامبجرد محطة لملىء الوقود والاكل والشرب وبس ، اشحن واجمع وبحر تانى، اخدت على حركة الموج البحر هو المكان الوحيد اللى بيحتاوينى ومنقشاتى معاه هى اللى بتحدد شكل افكارى وروحى..

لكن ديما وسط القناعة دى والاقرار بأن دى حياتى وانى مش هرسى على بر، فضل جوايا مع القناعة دى احساس موازى ديما بالخوف من الغرق فى اى لحظة معرضة انى لما اقع من على المركب مش شرط فى كل مرة اقدر اطلع عليها تانى وان رجلى ممكن تخونى فى اى لحظة وماتشلنيش واتزحلق وهب ننزل للاعماق وماتطلعش تانى..

اتوعدت اعيش بمشاعر ماشية بالتوازى مابين رضا وخوف، غضب وسلام، قيد وحرية، ايقنت ان الرحلة مابتخلصش بوصولك لمكان معين، الرحلة طويلة ومليانة محطات ومهما حاسيت انك وصلت فاعرف انك برضة هتفارق ومهما زاد الطريق طول مسيرك فى لحظة هتوصل..

عرفت ان الاهم تبقى عارف وانت مفارق انت مفارق ليه وانك لو عايز توصل فانت هتوصل لايه..
كتير بيوحشنى الحلم القديم ولما اعد ابص للسما وانا على سطح المركب بتاعى اتخيل لو كان الحلم اتحقق كان هيبقى شكل حياتى دلوقتى ايه..

انا مش سعيدة ودى حقيقة انا لازم اواجه نفسى بيها ومش راضية بنسبة ما عن حاجات ماليش يد فيها وعارفة ايه الخطأ اللى عملته وذاكرت دروسه كويس..

مش هدور على السعادة ومش هستنى اشوف هوصل فيين، هبحر وبس واتفرج على الدنيا من حواليا ولما احس ان فيه حاجة قدامى هتضفلى هروحلها اضمها لمجموعتى اللى معايا على المركب وكل ما الحاجات تكبر كل ماهكبر المركب وميين عارف يمكن فى محطة اركن وحد يجى يشاركنى او قابل حد بس عايز توصيلة هوصله واكمل مش مهم مابقاش مهم..

المهم ان على الاقل عرفت انى املك مركب حياتى وانى انا ماشية بيها وسط بحور العالم وبقابل بيها طلعات ونزلات الحياة بعطل وبكمل بتبوظ وبصلحها..



الثلاثاء، 1 أكتوبر 2019

ولا كان بأختيارنا...

الخريف من المواسم المحببة ومفضلة لقلبى، كل شىء فى الخريف مثالى بالنسبالى، من اول فكرة انى مولودة اصلا فى الخريف لفكرة ان الجو جميل بتبلبس لبس انيق وفى نفسى الوقت مش تقيل يقيد حركتك..

ساعة العصارى فى الخريف مدتها معقولة لا هى قصيرة قوى زى الشتا ماتلحقهش تستمتع بيها ولا هى طويلة جدا زى الصيف بحيث انك ممكن تمل، يا دوب على قد فنجان القهوة والسيجارة وانت واقف فى البلكونة وشعاع الشمس جى على طرف رمش عيون مكحلة تغازل وتحاكى ذهب الشمس قبل مايغيب..

ولو قررت تنزل تتمشى بالليل هتلاقى الهوى نمسته حلوة كدة لا هى برد يوجعك فى عضمك ولا حر ورطوبة وتلزيق، صوت الشجر وهو بيطير مع نسمة الخريف يطمن ودنك بيتحرق كأنه بيرقص فالز حركته تسر عينك اشكال من الفن التشكيلى لوح وصور فى منهى الحلاوة..

حتى الافلام موسم الخريف فى السيما ديما فيه الافلام الانساسنية اللى بتعبر عننا من جوا الفكر والمشاعر والاهداف تملى روحك كدة بكل حاجة فيها..

حتى الحبايب قصصهم ديما بتكمل وتنضج فى الخريف بيقربو اكتر، بتقوى اكتر، بتبقى فى اعلى منحنياتها..

النور بيبقى اوضح مش قوى  ومش ضلمة الاضاءة الطبيبعية فى الخريف كفيلة انها تجمل الالوان من حواليك..

انا ماتخترتش احب الخريف انا اتولدت فيه شربت منه روحه بقيت شبهه فى كل حاجة وشبهه فى اهم حاجة ان الخريف ماخترش فراق الاوراق للغصون..

الفراق د ةهو القرار الاصعب فى التقبل، كل ورقة فرقت غصن من اغصان شجرة حياتى كانت غصب عنى كل اللى قدرت اعمله انى احميها من السقوط او الطيران بعيد لكن هى صاحبة القرار فى انها تطير او تبعد وتفارق، كل ورقة فرقت فضلت غصونى واقفة مصمدة قدامها وهى بتغيب..

أنك تتقبل الفراق اللى نابع من شخص اخر دون رغبة منك فى الفراق دة اصعب من انك تاخد القرار بالفراق، فكرة قبول عكس رغبتك دة من اسواء الاختيارات اللى بتاخدها انك تاخد قرار تقبل شىء رافض انه يحصل، بتحارب بتقاوم رغبتك، بتحول طاقتك لغضب يهز الغصون الصامدة تطمتطوح مع الهوا فى كل اتجاه فى حالة للحركة ورا اللى فارق وفى نفس الوقت عمرها ماهتطير بتفضل تتحرك تتحرك لحد ماتستقر وتستتسلم للثبات مرة اخرى  فى مكانها..

الخريف موسم قصير ايامه مش كتير ولياليه ديما عزيزة القدوم بس كريمة بتيجى محملة معاها ونس غريب من اصوات الشجر لهدوء ليل لنجوم فى السما الصافية تونس عينك وهوى عليل يملى روحك..

الحب مش اختيارى والخريف مش اختيارى بس حبي ليه من اجمل الاختيارات الاجبارية اللى ف حياتى..

ولازم اختم ب : لكن كله ماعم يمنع اشتقالك مادام كل سنة فيه خريف..