الجمعة، 28 يناير 2022

مسك الليل 7

المكان: بيت داليدا
الزمان: عشية يوم اربع شتوى جميل هادى مافيش فيه اى شىء مميز.
الحدث: زووم، اه انا كنت عارف بقى مش هنخلص من عزومات مابعد المعرض، ايه افتكروكى يافنانة فجأة، كل يوم عزومة عشاء ونلبس ونتأنتك، ماشى ياستى..
- بيرن جرز الباب، هو هو هو ودة مين دة بقى هو هو هو انت مين ياعم يابو ريحة حلوة انت، هوهوهو بس الريحة دى جديدة، انت مين ياعم انت!!
داليدا: زووم شووو بس.
زووم: بيكتم هوهة ويسكت  افتحى ياهانم ورينى ميين دة..
داليدا: أستاذ منير اهلا وسهلا مواعيد مظبوطة، اتفضل؟
منير: لاء مافيش داعى جاهزة؟
داليدا: هجيب شنطتى والكوت حالا ثانية واحدة.
يالابينا..
منير: انا مبسوط انك وافقتى نتقابل ونعمل الحوار دة، انا تقريبا بقالى ٣ سنين عايز اعمل معاكى الحوار دة ومش عارف :)
داليدا: انا اسفة بس زى ماحضرتك عارف اولا انا مش مع ان نتكلم عن الفن، الفن هو اصلا حديث هنتلكم عنه ازاى!!
ثانيا والاهم مافيش وقت زى ماحضرتك شايف كدة :)
شكرا لصبرك واهتمامك حقيقى :)
منير: طيب على فين بقى لأنى ابيض فى المعادى وانا عارفك خطواتك محسوبة :)
داليدا: ولا محسوبة ولا حاجة، لكن يابيت ياشغل هنكون فيين تانى ، كمل على طول وانا هوصفلك..
داليدا: ايوة تمام هنركن هنا..
جارد: ياحمدلله على السلامة عاش من شافك يافندم.
داليدا: الله يسلمك ياحبيبى انت عامل ايه واخبارك ايه فى السقعة دى :)
جارد: اه اهو متلجيين
داليدا: ربنا يديك الصحة..
بيفتحلها الباب وبمنتهى التلقائية المصحوبة بحتة خباثة كدة بيرمى كلمة، بس والله دة يوم الحبايب كلهم بيان..
ببصة كلها استغراب كدة مع حتة مش فاهمة على حتة وانا مالى بتدخل من الباب ووراها منير.
منير: حبيبى!!
داليدا: اى حد ناسى اسمه بيبقى يا حبيبى يا جميل على حسب عشم السلام :D
استقبال حافل فى المكان كله للاستاذة اللى منورانا بعد غياب، وتاكيد من الكل انه يوم تجميع الحبايب.
جرسون: كالعادة!!
داليدا: نظرة لمنير هاه هتطفح** هتشرب ايه، استاذ منير ضيفنا بقى فا السؤال له يا ايمن :)
منير: يبقى كالعادة :)
داليدا:تمام :)
منير: واضح انه مكانك؟
داليدا: سنين باجى هنا، بس من فترة المجيات قلت قوى عشان الوقت والشغل نادرا مابعمل اى مقابلات برة الجاليرى تخص الشغل او حتى ماتخصوش، بقى العالم بتاعى وبقى default حياتى اى مقابلة معاد قاعدة اصحاب شغل طبعا كله هناك، بس لما حضرتك ***
بيقاطعها طبعا * منير بقى**  بتكمل كلامها عادى جدا،، لما أصريت اننا نعمل المقابلة دى برة قلت تمام فرصة :)
ومتحمسة جدا اعرف ايه المختلف فى الانترفيو دة عشان اصرارك انه يبقى برة الجاليرى :)
جرسون: بيفتح أزازة الواين، تيسيت؟
داليدا: تمام..
منير: نبدأ؟
داليدا: ياريت :)
منير: جاليرى مسك الليل... منين الاسم؟
داليدا: دى الزرعة الى كانت مزروعة فى اول مرسم وبيت عشت فيه ريحتها كانت مصاحبة وشاهدة على أحداث كتير حصلت فى فترة مهمة جدا فى حياتى، وبالصدفة غنوة سعاد ماسى كانت لسة نزلة مع بدء طرح فكرة عمل الجاليرى..
منير: دى بيودينا لسؤال مهم، منين جت فكرة عمل مسك الليل؟
داليدا: جت من اوضة الرسم فى مدرستى، كان حلم ٣ بنات صحبات لسة بيفتحو عيونهم على الدنيا حواليهم على ايد مدرس رسم كان فنان وعيونهم على عالم الالوان والافكار،، صحيح الحلم ماكملش بيهم ٣ لكن على الاقل فى واحدة منهم اتمسكت بيه وقررت تنفذه..
لما كنا فى الكلية كنا بنتذل عشان نقدر نعرض فى اماكن تتشاف وفى نفس الوقت بالى موجود، وبرضة دة كان حافز انى اعمل جاليرى يقدم دة لشباب الكليات الفنية السناكيح الى زى حالاتى :) وقد كان..
بيقاطعهم صوت: مساء الخير دة ايه الصدفة الرايقة دى؟!
داليدا بترفع راسها بتتخطف للحظة وبتتلجلج وبتلم انفاسها وشجاعتها فى رد؛ اه صدفة فعلا مش معمول حسابها خالص، استاذ منير الوسيمى طبعا ،، استاذ نبيل فؤاد المخرج وصديق قديم
اهلا؛ اتشرفت بحضرتك..
منير: اتفضل معانا..
نبيل: لا معلش ماحبش ابقى عذول، انجوى.. ابقى عدى لما تخلصى يا دودو انا على بار..
سلام..
بتولع سيجارة وبابتسامة ناعمة بتحاول تخفى بيها توتر الموقف..
نكمل؟!
بتمر اللحظات والاسألة مش حاسة ولا فاهمة ولا مركزة غير على الاستاذ الى رمى الدبشة وراح البار وكل شوية يرفعلها كاسه..
منير: انا بجد مبسوط بالدردشة دى جدا وحقيقى مبسوط برحلة الجاليرى وفكرة المعرض الاخير، بس انتى نادرة فر المعارض؟
داليدا: المعرض دة اتعمل فى 48 ساعة تقريبا، انا مقدرش اقول ان الفن عندى صنعة اكل منها عيش، هو اكتر حياة بالنسبة لى، والحياة مش كلها على وتيرة واحدة يعنى ممكن تشتغل وتتعب وتلف فى ساقية وتبقى فاكر ان دى حياة، ويحصل حاجة فجأة تشقلب كل المقاييس.. ودة الى بيحصل، مفجأة تحصل تخلينى عندى طاقة رسم فارسم كتير واقرر انهم يستهلو يتشافو فى معرض، او اغضب فا قرر انحت كتير النحت من الطف الحاجت الى بتخرج طاقة غضب كبيرة، بس المعرض الاخير، كان تكريم وامتنان لصديق عزيز وترسيخ لمعنى واهمية الصداقة فى الحياة وحياتى انا شخصيا، الى بعتبر انها منغير صداقة هى قميئة جدا وموحشة وضيقة..
منير: انا اللى ممتن حقيقى انك سمحتيلى انى اتعرف على شخصية مالكة قلوب الوسط التشكيلى كله..
داليدا: بلاش بقى كلام من اللى بيحرج دة.. انا اتشرفت بحضرتك..
استأذن حضرتك ٥ ورجعة..
منير: اتفضلى..
داليدا: متجهة لنبيل بنتهى العصبية والغيظ، انت هتفضل طول عمرك قليل الذوق وجلنف كدة..
نبيل: بضحكة عالية مع كحة محشرجة ايمن، وبيشاور على كاسه، وواحد سيك للاستاذة.
داليدا: اانت بجد***
بيقاطعها: اهدى بس يا فنانة مالك مضايقة انى بوظطلك قاعدة تلميع النجوم!!
منير الوسيمى!! من امتى يعنى بتهتمى بالنجومية واللقائات الصحفية؟!
داليدا: وانت مالك؟! وبعدين انت من امتى اصلا عارفنى عشان تقول كدة؟ انت اخر واحد اصلا مسمحوله يتكلم عنى..
نبيل: ليه بقى؟! دة انا اكتر واحد عارفك وعارف تفصيلك يا شقى انت.
داليدا: نبيل انت خربان، احسنلك تروح بدل مايروحوك متشال كالعادة. سلام..
نبيل: رايحة فيين يا نجمة دة احنا ماصدقنا ننول شرف لقاكى..
داليدا: بتوتر وغضب وغيظ بترجعله بعد ماكنت سايباه وماشية، نبيل..
نبيل: ايه ايه مش حقيقى بقول حاجة مش حقيقية؟! بس ايه الشياكة والحلاوة دى ؟! وحشتينى..
داليدا: مافيش فايدة، وبتسيبه وتمشى.
منير ممكن يالا لو مايضيقكش.
منير: اه طبعا هوصلك.
داليدا: لا شكرا انا محتاجة اتمشى شوية شكرا.. تصبح على خير..
بتخرج وبتمشى وبحر ذكريات محاوطها..
بتمسع صوت جى من وراها، صوت تقدر تميزه بين اصوات الرعد، صوت ياما زلزل كيانها كله صوت الاثارة والشهوة والعنفوان، صوته الى كان مجرد مايهمس فى ودنها كانت بتثور ثورة فى كل جزء فيها..
مشيتى ليه؟!
بتقف مهزوزة مكسورة حالة نادرة من اطلاق شبح الضعف الانثوى والانسانى للعالم الخارجى، منغير اى تحكم اومقاومة..
عشان وجودنا سوا فى نفس المكان بذكرياته رجعنى ٣ سنين ورا بكل تفاصيلهم فى ثانية..
نبيل: لسة بتهربى من المواجهات؟
داليدا: وانت لسة بتحكم علية؟!
نبيل: انا مابحكمش انا كنت عايز اسعدك تبقى احسن تثورى على كل حاجة ثببتلك آذية..
داليدا: انت كداب، اللى بيساعد يا نبيل مابيعملش الى انت عملته، مش لدرجة انك تعمل فيلم تبينى فيه قد ايه شخص ضعيف ومتخاذل وغبى وبيعند فى الغلط..
انت شوهتنى قدام نفسى عارف يعنى ايه!!
ازاى قدرت اصلا تدوس علية كدة!! مين عينك آله تحكم ميين يتساعد ومين يتخذل مين يدخل محراب رحمتك وحنانك ومين ينتطرد منه!!
انت ميين اصلا قداك حق انك تحكم علية وعلى حياتى انت ماعشتشهاش..
نبيل اللى عايز يساعد حد بيحبه زى مابتقول وعايزه يبقى احسن بيروح يشوف هو ايه الى لو حصله هيخليه احسن، مش من وجهة نظرك انت انت مش هو ، هتعرف منين الاحسن ليه؟! بأمارة ايه؟! مايمكن الى انت كنت عايزنى اعمله بالنسبة لى مش احسنلى؟!
نبيل: مكنتش عايزك ضعيفة ومهزوزة قدامهم وهما بياخدو منك حقوقك؟!
داليدا: وانت مالك، دة شىء خاص بية بعلاقتى مع اهلى انا الى اقيمها..
مش من حقك تاخدها على نفسك؟؟ تقدر تقولى ايه وجه الآذية الى عادت عليك بسبب علاقتى بأهلى؟!
رد؛؛ مافيش رد..
انت ماسعدتنيش، انت كسرتنى ودوست على اوجاعى سببتلى عاهة مستديمة يانبيل..
احنا كنا مشروع جنة، بس انت حولتها لجحيم..
عمرى ماوصلنى منك غير انى شخص غبى، دايما بتستهزء بية وعمرك ماديت نفسك تفهم غير الى انت عايز تفهمه الى يناسبك انت، انت اخدت منى الى يناسبك يانبيل..
نبيل: ايوة انتى كنتى مشروع جنة، وكل ماكنت بحاول ارسم حدودها كنتى بتبوظيها بغباءك وعندك انا عمرى ماشفتك انتى، ديما كنتى بتبقى عايزة ترضينى تسعدينى، لكن مكنش عشان بتحبينى، انتى عايزانى احبك بتعملى كل حاجة عشان احبك، لكن مش من قلبك مش عشان بتحبينى..
داليدا: صح واقولك كمان كنت بسكت ومابقولش راى فى اى حاجة عشان ماتقوليش انتى غبية، كنت بعمل كل حاجة عشان تحبنى عشان انا عمرى ماعرفت انت بتحبنى ولا لاء، حتى واحنا نايميين مع بعض ومتجردين من كل حاجة كنت دايما رافض انك تشاركنى دماغك، عمرى ماعرفت دماغك فيها ايه؟!
دة انا مرة بقولك انا معرفكش، قولتلى كدة احسن..
انت خونتنى يانبيل من قبل ماتعرفنى.. انى هأذيك
وبالتالى بقى كل تفكيرك انك تنخور فيه عشان توصل للشىء الى يغزى خوفك من الخذلان، جبت شىء بعيد وربطه برباط المنطق عشان فعلا اطلع بالورقة والقلم وجودى مؤذى ويخوف..
انت عملت مجهود كبيييييير قوى عشان مادخلنيش حياتك بصورة منطقية فى حين ان لو كنت عملت المجهود دة فى مناقشة معايا كان هيبقى اسهل كتير..
نبيل: حلو قوى السيناريو اللى قلفتيه دة؟!
داليدا : روح شوف ردود الفعل على الفيلم، دة انت عملت فيلم تشتمنى فيه، اتقلب ضدك ياخى، عايز ايه تانى ؟!
اه يانبيل كان نفسى تحبنى، زى ماحبيتك كان نفسى معاك احس انى انسان، مش ست سيكسى والنومة معاها ولا اروع، احنا الكلام بينا كان فى السرير بس طب  اقولك على حاجة عمرى ماقولتهالك، عايز تعرف قد ايه انت بتفكر فى نفسك بس، افكرك كام مرة كنت بتخلص وخلاص كدة!! مابتفكرش حتى هى ايه؟! واه كنت بقولك مبسوطة عشان ماعكننش صفو الجو، مش عشان اهلى عودونى انى اقبل باللقيل واسكت وطظ فى حقى، لاء عشان ماطلعكش انانى ووسخ، لكن يظهر ان كان لازم اعمل كدة، واضح انك بتحب الى يديك على دماغك..
فرق كبير يا نبيل بيه، بين انسان ذوق وبين انسان مغلوب على امره، انا مش مغلوبة على امرى ولا حاجة انا بس باختار ان غيرى مايتأذيش، كفاية الى اتأذو بسببى ..
نبيل: اهو دور الضحية والشمعة دة اللى جايبك ورا هتفضلى كدة، هتفضلى تدورى على الفارس الى يحبك، ماحد هيحب بؤس ضلمة هيعمل بيها ايه!؟
داليدا: وانت كنت عملت بيها ايه؟!
مش هتكسرنى تانى بكلامك مش هتهز ثقتى وصورتى قدامى..
مش كنت عايز تساعدنى، اديك ساعدتنى شكرا برافو..
بس ماتنساش، ان كل عملة ليها واجهيين، عايزنى اقوى!! قوييت.. بس ماتفتكرش انك هتسلم من بطشتها..
نبيل: داليدا.. اول بوسة لينا كانت هنا
داليدا: بتدرك انهم بقالهم ساعة فى الشارع ووصله فعلا لمكان اول بوسة بينهم..
بنظرة صافية وعاتبة محبة رغم الزعل وعيون دامعة..
وحشتنى..
وحشتينى....


الأحد، 23 يناير 2022

مسك الليل 6

المكان: بيت داليدا
الزمان: يوم برد ممطر ساقع منعش من ايام طوبة الى بتخلى الصبية كركوبة..
الحدث: داليدا بقالها اسبوع مرمية على الكنبة، قررت تفتح عينها نص فاتحة بما صحيت على صوت ابمطر وهو نازل على شبابيك البيت..
زووم: قومى بقى كفاية ونبى كدة ياست انتى اسبوع كفاية، انا عارف انها كانت سنة مهببة بس خلاص انتى من اولها وانتى مش هنا قومى قومى.
بتمسك الماكبوك بتعها بتفتح الاميلات بتفرها سريعا وفى النص لفت نظرها دعوة لتوقيع أخر كتاب لصديقها ورفيق دربها الى عمرها ماقبلته مقابلة فى الواقع، لكن ديما بيتلاقو بين سطور كل كتبه، مر قدام عنيها ذكريات سنين عدت وفاتت بتفصيل كتيييييير..
زووم: بعوجو فى دماغة وقام قعد نص قاعدة وباصص عليها بصة اناعارف فى اعصار قادم..
بتترسم على شفايفيها ابتسامة دافية واثقة واصلة بعد رحلة طويلة..
بتقوم فجاة بتشغل بلاي ليست منير وبتقلع توب البيجامة الشتوية التقيلة المقيدة للحركة وكاتمة على الروح وطابقة على مراوح الفكر..
بتفتح المكتبة وبتبدا فى فرز كل كتبه المرصوصة بعناية بتاريخ قرايتها ليها لاول مرة مش بترتيب صدورها.
بتجمعها كلها بس طبعا ناقصها الكتاب الاخير الى حالها دعوة توقيعها نظرا لحالة الركود الى كانت فيها.
بتمسك الموبايل بتفتح النتيجة بتشوف الايام.
بتكلم حنان: الو حنان، معرض مصطفى درويش هيخلص امتى فى قاعة بليغ؟
حنان: ٢٨ يناير.
داليدا: طيب ماتحجيزش فيها اى شغل من ٣١ يناير الى ...
لا سيبيها مفتوحة، ماتحجزيش اى شغل فيها تمام.
حنان: ايوة بس انتى عارفة ان عوف كان عايزها من اول فبراير.
داليدا: انا هكلم عوف مالكيش دعوة، سلام.
بتقوم تلم الكتب دى كلها فى كرتونة وبتفتح دلاب العدة بطلع الكاميرا والحامل وعاكس الضوء وشمسية نظرا للاجواء.
بتلم كل دة بتدخل تاخد دش سريع تنفض منه تراب الركنة والعفرة بتاخد زووم والعدة والكرتونة وبترميهم فى العربية وبتنزل تلف فى شوارع المعادى لحد مابتوصل جنينة فيلا فى تقاطع ٨٣ مع ١٥.
بتنزل زووم والعدة وبتبدأ تشتغل.
فى الوقت الى داليدا منهمكة فى ترتيب الكتب على النجيلة وظبط اضاءة وكاميرا الى مامسكتهاش من ١٠ سنين.. بيلف عز بالعربية هو وسارة..
سارة: مش دى داليدا؟
عز: فيين؟
سارة: الى عند الفيلا هى بتعمل ايه وايه الكتب دى هى تقف بفرشة ولا ايه؟ ههه
عز: استنى نروح نشوف ايه دة.
يا دودو بتعملى ايه ايه يابنتى انتى قلبتيها سوق الجمعة واحنا مانعرفش ولا ايه؟ هه
داليدا: هاى عز، هاى سارة.. اه قلبتها سوق جمعة مانت عارف بقى العيشة صعبة  ها ها خفيف.
عز: لا بجد بتعملى ايه.
داليدا: بحضر شغل ايه مش شايف الكاميرا! المهم بتعملو ايه انتو كدة ايه اللى جايبكو هنا؟!
عز: كنا بنودى مارلى للدكتور بتاع زووم، وبنشترى حاجات للشقة وطالعين التجمع دلوقتى.
عز: طب تمام فرصة سعيدة يالا اتكل على الله بدل ماتستعوقك..
عز: ياشيخة..
داليدا: بقولك ايه دى ماهنش عليها تنزل تسلم علية، انتو من ساعة ماتصلحتو وانت عارف كويس انت بتتعامل معايا ازاى، عز الصاحب الجدع مابيعلمش الى انت بتعمله وانت عارف انك مقصر من زمان وانا ساكتة وماتكلمتش معاك ومقدرة الظروف، عموما انا بقولك انك مقصر ومش موجود وانك صاحب مش جدع..
يالا روح عشان مش فضيالكم حقيقى ورايا شغل وانتو وراكم شقة بتتشطب..
باى عز .. باى سارة see u
باى داليدا..
داليدا باصة ل زووم.. عرفت بقة انا ليه كنت قافلة علية بابى ومش طايقة حد عشان الواحد كب مايجى يشجع نفسه على حاجة عدلة يجى اللى يعكنن عليه، اصحاب غم زى وشهم.. يالا يبنى..
بتبدأ داليدا فى رص الكتب كلها وبتبدأ فى ضرب فلاش الكاميرا، صورة مجمعة لصور فردية لكل كتاب على حدى، مع صور لاجزاء داخلية للكتب لصفحات فرقت معاها وفى حياتها..
من اول غلاف البيمبو لاخر غلاف بصورة مديحة كامل..
كتب بريحة العمر اللى عدى..
١٠ ساعات قضتهم داليدا تحت مطر الشتا، ٩٠ صورة ماعرفتش اخدتهم ازاى، زوايا والوان والابيض والاسود، سطور تحتيها سطور بتوصف مشاعر بنوتة فى الجامعة لسة بتنقش فى الحياة حروف، للبنت الى بتخطف فى المواصلات لحظات تتوه فيها معاه فى عالم موازى يحميها من نهش الدنيا، للست داليدا الى بترقص فالز مع كلماته فى الليل على انغام شتراوس ونعومة الواين..
لمت أشيائها زوومى، يالا حبيبى هوم..
بعد سهراية طويلة على تنظيم الصور وتظبطيها والشغل عليها، بتاخد بعضها وماكبكها وكاميرتها وبتتجه على الفكلى، معاد طباعة الصور وتحضيرها للمعرض..
داليدا: سلام عليكم جميعا
كل اللى موجودين فى المعمل: وعليكم السلاااااااام اهلا ياةاستاذة عاش من شافك عامل ايه ياراجل ياطيب ايه المكان زى ماهو ..
نوريتنا ياست البنات، ولا يا على قهوة سادة بن غامق سادة بسرعة ومياة معدنية يا ولا مش من الحنفية
ضحك من القلب: لسة فاكر ياراجل ياعجوز
الى زييك مايتنسوش يا بنت الاصول..
بقولك ياراجل ياطيب انا جيالك فى شغل بس هو شغل مختلف.
وايه الجديد يا ست البنات ما ديما شغلك مختلف.
تسلم ياغالى، لا انا عايزة اعمل على لوحة كبيرة تجميعة كدة يالا بينا على فوق وهقولك واحنا بنشتغل..
يالا،، الا بالحق انتى مابتشوفيش حد من الجماعة؟!
لا والله يا عم خلف، من اخر معرض كنا بنحضرله عندك ماتقلبناش..
ايوة فاكر المعرض الى ماتعملش، انتى عارفة ان صواركم لسة عندى؟
بقلب انتفض من مكانة وعيون واسعة اتساع الكون وخضة كاتمة الانفاس،، بجد ياعم خلف؟؟!!!! فيين؟؟!
تعالى، بيتفح عم خلف ستارة وراها مخزن مليان صور، فضلت ماشية وراه وكأنها ماشية ورا عراب واخدها لمصير مجهول سرداب حواديت اتحكت بالميات لكنها بتسمعها لاول مرة.
وقف عم خلف وبدا يزيح بايده حبات تراب وراها بحر ذكريات ومشاعر ومواقف حياة كاملة اتعاشت..
اول صورة، صورة لبنت واقفة تحضن موج البحر فى عز الشتا صورة مضببة وهى منورة فى وسطها..
الصورة بامضاء رامى اسحاق..
بترمى عنيها جت على صورة بورتريه لوجه ملاأكى عيون عسلى فاتحة وبشرة بيضا فافة دقن مدببة ونظرة حادة حجاب شامخ فى الخلفية باهت قناديل السلطان حسن..
صورة مجمعة الشلة فى اخر يوم الرحلة..
بس الى وجع قلبها صورة ماكنتش على البال..
عم خلف ميين الى صور الصورة دى؟!
بيضحك عم خلف ضحكة خبيثة، يوم ماكنتو بتتخانقو قبل المعرض بيوم، كان عندى هنا بالصدفة مصور صحفى صديق لية قرر يصوركم كلكم وانتو مقطعين بعض ومش عارفيين ترسو على رأى، وصورتك مع استاذ رامى دى انا طلبت منه يسبهالى بصراحة شكلكم كان يضحك قوى ازاى بتتخانقو وازاى عينكو كلها حب لبعض ولا كانكم لامؤخذة يعنى هتبوسو بعض 😊
اه منك ياراجل ياشقى، عم خلف، تدينى الصور دى؟!
لاء، كان رده صادم
ليه ياراجل انت؟!
الصور دى الى بقيالى من اخر ايام نفحات الزمن الاصيل ياست البنات..
اديكى شايفة لابقينا بنحمض زى زمان ولا الناس بقت ناس، كل فترة كدة ابص عليهم ويصبرونى على الايام، بس اوعدك لما اموت انا مواصى يبعتولك الصور * بعد الشر عليك* شر ايه ياست البنات هو ميين مخلل فيها يعنى..
تعالى يالا نشوف شغلنا..
وهى خارجة من عمر الذكريات عينها وقعت على امضاء الصورة بتاعتها هى ورامى.. احا دة اسم الكاتب صديقها اي الصدف دى، عم خلف معلش ونبى، ممكن اخد الصورةى ونبى ونبى ماتقولش لاء، دى مهمة قوى بالنسبة لى..
ماشى ياست الكل عشان خاطرك بس..
عم خلف، الصور ابعتهالى على الجاليرى زى ماتفقنا لما تخلص هستناها ونبى ماتاخرها..
سلام ياست البنات..
٣٠ يناير، داليدا فى الجاليرى بتشتغل بايدها بتلون الحيطان وبتغير لمض القاعة بنفسها بدأت فى تعليق الصور صورة صورة بنفسها وفى وسط القاعة صورتها مع رامى..
بتبدا فى ارسال الدعوة للمعرض:
بندعو اصدقاء العمر لمعرض العمر هستناكم
مسك الليل.
اول دعوة كانت لصاحب المعرض والى معمول على شرفه وكالعادة عمرها ماتخيلت انه ممكن يجى..
٣١ يناير، يوم الافتتاح، جالها حضور من كل مكان، كله حى يحضر معرض مجهول دى حركة من حركات داليدا ميين صاحب المعرض؟!
مساء الخير يا اصدقاء العمر المعرض انهاردة فوتوغرافيا فى قاعة بليغ، المصور داليدا صاحب المعرض الفعلى هو الفنان الكاتب العظيم اللى شكلى حياتى انا شخصيا كان رفيق درب كبير تحية كبيرة..
بيدخل من الباب بهدوء وحضور راقى، الكل بيسلم عليه وبيناقشو فى جمال افكاره وكتاباته، لحد مابيوصل لحد عندها بيلقيها واقفة قدام الصورة القديمة..
بنظرة هادية جدا، حد يتجسس على حد كدة ؟!
- كان شكلكم كوميدى بصراحة، كان بينكم حاجة غريبة حاسيت انها لازم تتوثق عشان ارجعلها كل فترة عشان اتعلم منها معنى معين..
نظرتك ليه كان كلها لوم وحب فى نفس الوقت مع زعييق مع طبطبة، وهو بيحاول مش عارف محتار يهديكى ولا يقولك اسف بس هو مش اسف اصلا هو كان شايف انه مغلطش دة حقه..
-نورت المعرض..
-شكرا انك عملتى كدة انا بعد الامتنان بشوية، للفكرة عمرها ماجت فى بالى انها ممكن تتعمل، افكارك ديما بؤة الصندوق..
- انت صديق عزيز ورفيق العمر والدرب تعالى لما اخدك فى لفة كدة واحكيلك حواديتك عملت معايا ايه واحكيلك حواديتى الى اتشكلت على سطورك..
دة مافيش اجمل من المشى مع صديق قديم..

الأحد، 14 يونيو 2020

الوقت


الوقت هو اكبر عدو وصديق فى نفس الوقت كائن غريب قادر يعمل كل حاجة واى حاجة منغير رقابة علية من اى مجال..
لحظات فارقة فى عمرك خطفة عين لو حصلت او محصلتس انت بقيت فى مكان تانى مع ناس تانية بتعمل حاجة مختلفة تماما عن اللى انت فيها دلوقتى..
نزولك فى الوقت دة فى اللحظة دى هو سبب فى حالتك دلوقتى..
كام مرة اتحديت الوقت وكانت النتيجة ان هو اللى غلبك برضة!!
كام مرة أجلت ! كام مرة استعجلت!! كام مرة أخرت!!!
كام مرة قلت "فى الوقت المناسب" !! الحقيقة انه مافيش وقت مناسب دى اكبر خدعة، هى ديما كدة يا دلوقتى ياما ابدا!!
الوقت مابيعديش، دى تانى كدبة.. الوقت بيجرى من حواليك انت اللى واقف فى مكانك انت اللى عطلان لكن سواء جريت او عطلت هو ماشى مابيقفش، اهل الكهف لما خرجو قالو اننا نمنا شوية نص يوم بالكتير لكن الحقيقة دة مر عمر..
اعطل زى ماتعطل اعرف ان كل لحظ بتمر بينقص منك وهو مكمل لا بينقص ولا بيزيد بيلف لفة كاملة كل 24 ساعة هى هى نفس ال 24 ساعة لكن بتختلف فى احداثها فى قراراتك قى مردى جرأتك او خيبتك او ضعفك سرعتك او بطأك ..
الحقيقة انك لو فاكر انك فى سباق مع الوقت تبقى غلطان هو مش سباق هو فرصة بتجيلك وتتكرر وانت ونظرتك بقى انت واختيارك انت واحساسك او ادركاك او خططك م الاخر انت وطبعك هو بيمر تكة تكة تكة لحد مايعدى 24 ويعيد من الاول ..
انت فين فى اللفة الكاملة دى بتعمل ايه عايز ايه بتتصرف ازاى، هو مش عدو ومش حبيب مش هيسمى عليك ولا هسيتناك وفى النفس الوقت هو ماشى معاك لو انت بتتحرك فاهتشوف حركته معاك لو انت ثابت فى مكانك هو ماشى هتحس انه فايتك وبيروح منك بيعدى قدام عنيك وانت بتسلم عليه وتقوله استنى او مع السلامة على حسب انت عايز ايه..
يا هتشوفه صديق مايفرقكش يا هتشوفه عدو ضدك على طول الخط معطلك مش مديق مساحتك عشان تعمل اللى بتتمناه، لكم الحقيقة هو لا صديق ولا عدو هو زمنك..
زمنك انت بتحركه على كيفك وحسب اختيارك انت اللى شايف انه يا مش ملاحق يا شايف انت عندك وقت فراغ فاضى
يا هتشوف انك استعجلت فى قرارك او اتأخرت عن انجازه..
يا هتحس انه ماينفعش ترجع اللى راح يا هتشوف انه لسه قدامك فرصة تانية..
الحقيقة انه موجود المهم انت بتعمل ايه بوجوده ووجودك فرصك اللى بتيجى ةتتجدد مع كل لفة عقرب الساعة..
اتأمل صوتها وهى بتك توك اتأمل احساسك وانت بتاخد قرارك انك اصلا تاخد القرار دلوقتى ولا تأجله!!
الوقت أداة مسخرة ليك فى الكون بس مش ملكك
تقدر تسخدمها فى اى حاجة وكل حاجة متى شأت لكن مش تحت أمرك فى زمنها لا بترجع ولا بتتقدم
يادلوقتى يا ابدا..