الجمعة، 28 يناير 2022

مسك الليل 7

المكان: بيت داليدا
الزمان: عشية يوم اربع شتوى جميل هادى مافيش فيه اى شىء مميز.
الحدث: زووم، اه انا كنت عارف بقى مش هنخلص من عزومات مابعد المعرض، ايه افتكروكى يافنانة فجأة، كل يوم عزومة عشاء ونلبس ونتأنتك، ماشى ياستى..
- بيرن جرز الباب، هو هو هو ودة مين دة بقى هو هو هو انت مين ياعم يابو ريحة حلوة انت، هوهوهو بس الريحة دى جديدة، انت مين ياعم انت!!
داليدا: زووم شووو بس.
زووم: بيكتم هوهة ويسكت  افتحى ياهانم ورينى ميين دة..
داليدا: أستاذ منير اهلا وسهلا مواعيد مظبوطة، اتفضل؟
منير: لاء مافيش داعى جاهزة؟
داليدا: هجيب شنطتى والكوت حالا ثانية واحدة.
يالابينا..
منير: انا مبسوط انك وافقتى نتقابل ونعمل الحوار دة، انا تقريبا بقالى ٣ سنين عايز اعمل معاكى الحوار دة ومش عارف :)
داليدا: انا اسفة بس زى ماحضرتك عارف اولا انا مش مع ان نتكلم عن الفن، الفن هو اصلا حديث هنتلكم عنه ازاى!!
ثانيا والاهم مافيش وقت زى ماحضرتك شايف كدة :)
شكرا لصبرك واهتمامك حقيقى :)
منير: طيب على فين بقى لأنى ابيض فى المعادى وانا عارفك خطواتك محسوبة :)
داليدا: ولا محسوبة ولا حاجة، لكن يابيت ياشغل هنكون فيين تانى ، كمل على طول وانا هوصفلك..
داليدا: ايوة تمام هنركن هنا..
جارد: ياحمدلله على السلامة عاش من شافك يافندم.
داليدا: الله يسلمك ياحبيبى انت عامل ايه واخبارك ايه فى السقعة دى :)
جارد: اه اهو متلجيين
داليدا: ربنا يديك الصحة..
بيفتحلها الباب وبمنتهى التلقائية المصحوبة بحتة خباثة كدة بيرمى كلمة، بس والله دة يوم الحبايب كلهم بيان..
ببصة كلها استغراب كدة مع حتة مش فاهمة على حتة وانا مالى بتدخل من الباب ووراها منير.
منير: حبيبى!!
داليدا: اى حد ناسى اسمه بيبقى يا حبيبى يا جميل على حسب عشم السلام :D
استقبال حافل فى المكان كله للاستاذة اللى منورانا بعد غياب، وتاكيد من الكل انه يوم تجميع الحبايب.
جرسون: كالعادة!!
داليدا: نظرة لمنير هاه هتطفح** هتشرب ايه، استاذ منير ضيفنا بقى فا السؤال له يا ايمن :)
منير: يبقى كالعادة :)
داليدا:تمام :)
منير: واضح انه مكانك؟
داليدا: سنين باجى هنا، بس من فترة المجيات قلت قوى عشان الوقت والشغل نادرا مابعمل اى مقابلات برة الجاليرى تخص الشغل او حتى ماتخصوش، بقى العالم بتاعى وبقى default حياتى اى مقابلة معاد قاعدة اصحاب شغل طبعا كله هناك، بس لما حضرتك ***
بيقاطعها طبعا * منير بقى**  بتكمل كلامها عادى جدا،، لما أصريت اننا نعمل المقابلة دى برة قلت تمام فرصة :)
ومتحمسة جدا اعرف ايه المختلف فى الانترفيو دة عشان اصرارك انه يبقى برة الجاليرى :)
جرسون: بيفتح أزازة الواين، تيسيت؟
داليدا: تمام..
منير: نبدأ؟
داليدا: ياريت :)
منير: جاليرى مسك الليل... منين الاسم؟
داليدا: دى الزرعة الى كانت مزروعة فى اول مرسم وبيت عشت فيه ريحتها كانت مصاحبة وشاهدة على أحداث كتير حصلت فى فترة مهمة جدا فى حياتى، وبالصدفة غنوة سعاد ماسى كانت لسة نزلة مع بدء طرح فكرة عمل الجاليرى..
منير: دى بيودينا لسؤال مهم، منين جت فكرة عمل مسك الليل؟
داليدا: جت من اوضة الرسم فى مدرستى، كان حلم ٣ بنات صحبات لسة بيفتحو عيونهم على الدنيا حواليهم على ايد مدرس رسم كان فنان وعيونهم على عالم الالوان والافكار،، صحيح الحلم ماكملش بيهم ٣ لكن على الاقل فى واحدة منهم اتمسكت بيه وقررت تنفذه..
لما كنا فى الكلية كنا بنتذل عشان نقدر نعرض فى اماكن تتشاف وفى نفس الوقت بالى موجود، وبرضة دة كان حافز انى اعمل جاليرى يقدم دة لشباب الكليات الفنية السناكيح الى زى حالاتى :) وقد كان..
بيقاطعهم صوت: مساء الخير دة ايه الصدفة الرايقة دى؟!
داليدا بترفع راسها بتتخطف للحظة وبتتلجلج وبتلم انفاسها وشجاعتها فى رد؛ اه صدفة فعلا مش معمول حسابها خالص، استاذ منير الوسيمى طبعا ،، استاذ نبيل فؤاد المخرج وصديق قديم
اهلا؛ اتشرفت بحضرتك..
منير: اتفضل معانا..
نبيل: لا معلش ماحبش ابقى عذول، انجوى.. ابقى عدى لما تخلصى يا دودو انا على بار..
سلام..
بتولع سيجارة وبابتسامة ناعمة بتحاول تخفى بيها توتر الموقف..
نكمل؟!
بتمر اللحظات والاسألة مش حاسة ولا فاهمة ولا مركزة غير على الاستاذ الى رمى الدبشة وراح البار وكل شوية يرفعلها كاسه..
منير: انا بجد مبسوط بالدردشة دى جدا وحقيقى مبسوط برحلة الجاليرى وفكرة المعرض الاخير، بس انتى نادرة فر المعارض؟
داليدا: المعرض دة اتعمل فى 48 ساعة تقريبا، انا مقدرش اقول ان الفن عندى صنعة اكل منها عيش، هو اكتر حياة بالنسبة لى، والحياة مش كلها على وتيرة واحدة يعنى ممكن تشتغل وتتعب وتلف فى ساقية وتبقى فاكر ان دى حياة، ويحصل حاجة فجأة تشقلب كل المقاييس.. ودة الى بيحصل، مفجأة تحصل تخلينى عندى طاقة رسم فارسم كتير واقرر انهم يستهلو يتشافو فى معرض، او اغضب فا قرر انحت كتير النحت من الطف الحاجت الى بتخرج طاقة غضب كبيرة، بس المعرض الاخير، كان تكريم وامتنان لصديق عزيز وترسيخ لمعنى واهمية الصداقة فى الحياة وحياتى انا شخصيا، الى بعتبر انها منغير صداقة هى قميئة جدا وموحشة وضيقة..
منير: انا اللى ممتن حقيقى انك سمحتيلى انى اتعرف على شخصية مالكة قلوب الوسط التشكيلى كله..
داليدا: بلاش بقى كلام من اللى بيحرج دة.. انا اتشرفت بحضرتك..
استأذن حضرتك ٥ ورجعة..
منير: اتفضلى..
داليدا: متجهة لنبيل بنتهى العصبية والغيظ، انت هتفضل طول عمرك قليل الذوق وجلنف كدة..
نبيل: بضحكة عالية مع كحة محشرجة ايمن، وبيشاور على كاسه، وواحد سيك للاستاذة.
داليدا: اانت بجد***
بيقاطعها: اهدى بس يا فنانة مالك مضايقة انى بوظطلك قاعدة تلميع النجوم!!
منير الوسيمى!! من امتى يعنى بتهتمى بالنجومية واللقائات الصحفية؟!
داليدا: وانت مالك؟! وبعدين انت من امتى اصلا عارفنى عشان تقول كدة؟ انت اخر واحد اصلا مسمحوله يتكلم عنى..
نبيل: ليه بقى؟! دة انا اكتر واحد عارفك وعارف تفصيلك يا شقى انت.
داليدا: نبيل انت خربان، احسنلك تروح بدل مايروحوك متشال كالعادة. سلام..
نبيل: رايحة فيين يا نجمة دة احنا ماصدقنا ننول شرف لقاكى..
داليدا: بتوتر وغضب وغيظ بترجعله بعد ماكنت سايباه وماشية، نبيل..
نبيل: ايه ايه مش حقيقى بقول حاجة مش حقيقية؟! بس ايه الشياكة والحلاوة دى ؟! وحشتينى..
داليدا: مافيش فايدة، وبتسيبه وتمشى.
منير ممكن يالا لو مايضيقكش.
منير: اه طبعا هوصلك.
داليدا: لا شكرا انا محتاجة اتمشى شوية شكرا.. تصبح على خير..
بتخرج وبتمشى وبحر ذكريات محاوطها..
بتمسع صوت جى من وراها، صوت تقدر تميزه بين اصوات الرعد، صوت ياما زلزل كيانها كله صوت الاثارة والشهوة والعنفوان، صوته الى كان مجرد مايهمس فى ودنها كانت بتثور ثورة فى كل جزء فيها..
مشيتى ليه؟!
بتقف مهزوزة مكسورة حالة نادرة من اطلاق شبح الضعف الانثوى والانسانى للعالم الخارجى، منغير اى تحكم اومقاومة..
عشان وجودنا سوا فى نفس المكان بذكرياته رجعنى ٣ سنين ورا بكل تفاصيلهم فى ثانية..
نبيل: لسة بتهربى من المواجهات؟
داليدا: وانت لسة بتحكم علية؟!
نبيل: انا مابحكمش انا كنت عايز اسعدك تبقى احسن تثورى على كل حاجة ثببتلك آذية..
داليدا: انت كداب، اللى بيساعد يا نبيل مابيعملش الى انت عملته، مش لدرجة انك تعمل فيلم تبينى فيه قد ايه شخص ضعيف ومتخاذل وغبى وبيعند فى الغلط..
انت شوهتنى قدام نفسى عارف يعنى ايه!!
ازاى قدرت اصلا تدوس علية كدة!! مين عينك آله تحكم ميين يتساعد ومين يتخذل مين يدخل محراب رحمتك وحنانك ومين ينتطرد منه!!
انت ميين اصلا قداك حق انك تحكم علية وعلى حياتى انت ماعشتشهاش..
نبيل اللى عايز يساعد حد بيحبه زى مابتقول وعايزه يبقى احسن بيروح يشوف هو ايه الى لو حصله هيخليه احسن، مش من وجهة نظرك انت انت مش هو ، هتعرف منين الاحسن ليه؟! بأمارة ايه؟! مايمكن الى انت كنت عايزنى اعمله بالنسبة لى مش احسنلى؟!
نبيل: مكنتش عايزك ضعيفة ومهزوزة قدامهم وهما بياخدو منك حقوقك؟!
داليدا: وانت مالك، دة شىء خاص بية بعلاقتى مع اهلى انا الى اقيمها..
مش من حقك تاخدها على نفسك؟؟ تقدر تقولى ايه وجه الآذية الى عادت عليك بسبب علاقتى بأهلى؟!
رد؛؛ مافيش رد..
انت ماسعدتنيش، انت كسرتنى ودوست على اوجاعى سببتلى عاهة مستديمة يانبيل..
احنا كنا مشروع جنة، بس انت حولتها لجحيم..
عمرى ماوصلنى منك غير انى شخص غبى، دايما بتستهزء بية وعمرك ماديت نفسك تفهم غير الى انت عايز تفهمه الى يناسبك انت، انت اخدت منى الى يناسبك يانبيل..
نبيل: ايوة انتى كنتى مشروع جنة، وكل ماكنت بحاول ارسم حدودها كنتى بتبوظيها بغباءك وعندك انا عمرى ماشفتك انتى، ديما كنتى بتبقى عايزة ترضينى تسعدينى، لكن مكنش عشان بتحبينى، انتى عايزانى احبك بتعملى كل حاجة عشان احبك، لكن مش من قلبك مش عشان بتحبينى..
داليدا: صح واقولك كمان كنت بسكت ومابقولش راى فى اى حاجة عشان ماتقوليش انتى غبية، كنت بعمل كل حاجة عشان تحبنى عشان انا عمرى ماعرفت انت بتحبنى ولا لاء، حتى واحنا نايميين مع بعض ومتجردين من كل حاجة كنت دايما رافض انك تشاركنى دماغك، عمرى ماعرفت دماغك فيها ايه؟!
دة انا مرة بقولك انا معرفكش، قولتلى كدة احسن..
انت خونتنى يانبيل من قبل ماتعرفنى.. انى هأذيك
وبالتالى بقى كل تفكيرك انك تنخور فيه عشان توصل للشىء الى يغزى خوفك من الخذلان، جبت شىء بعيد وربطه برباط المنطق عشان فعلا اطلع بالورقة والقلم وجودى مؤذى ويخوف..
انت عملت مجهود كبيييييير قوى عشان مادخلنيش حياتك بصورة منطقية فى حين ان لو كنت عملت المجهود دة فى مناقشة معايا كان هيبقى اسهل كتير..
نبيل: حلو قوى السيناريو اللى قلفتيه دة؟!
داليدا : روح شوف ردود الفعل على الفيلم، دة انت عملت فيلم تشتمنى فيه، اتقلب ضدك ياخى، عايز ايه تانى ؟!
اه يانبيل كان نفسى تحبنى، زى ماحبيتك كان نفسى معاك احس انى انسان، مش ست سيكسى والنومة معاها ولا اروع، احنا الكلام بينا كان فى السرير بس طب  اقولك على حاجة عمرى ماقولتهالك، عايز تعرف قد ايه انت بتفكر فى نفسك بس، افكرك كام مرة كنت بتخلص وخلاص كدة!! مابتفكرش حتى هى ايه؟! واه كنت بقولك مبسوطة عشان ماعكننش صفو الجو، مش عشان اهلى عودونى انى اقبل باللقيل واسكت وطظ فى حقى، لاء عشان ماطلعكش انانى ووسخ، لكن يظهر ان كان لازم اعمل كدة، واضح انك بتحب الى يديك على دماغك..
فرق كبير يا نبيل بيه، بين انسان ذوق وبين انسان مغلوب على امره، انا مش مغلوبة على امرى ولا حاجة انا بس باختار ان غيرى مايتأذيش، كفاية الى اتأذو بسببى ..
نبيل: اهو دور الضحية والشمعة دة اللى جايبك ورا هتفضلى كدة، هتفضلى تدورى على الفارس الى يحبك، ماحد هيحب بؤس ضلمة هيعمل بيها ايه!؟
داليدا: وانت كنت عملت بيها ايه؟!
مش هتكسرنى تانى بكلامك مش هتهز ثقتى وصورتى قدامى..
مش كنت عايز تساعدنى، اديك ساعدتنى شكرا برافو..
بس ماتنساش، ان كل عملة ليها واجهيين، عايزنى اقوى!! قوييت.. بس ماتفتكرش انك هتسلم من بطشتها..
نبيل: داليدا.. اول بوسة لينا كانت هنا
داليدا: بتدرك انهم بقالهم ساعة فى الشارع ووصله فعلا لمكان اول بوسة بينهم..
بنظرة صافية وعاتبة محبة رغم الزعل وعيون دامعة..
وحشتنى..
وحشتينى....


ليست هناك تعليقات: