على طول الطريق وأحنا ماشيين كلنا بنشوف, لكن مش بنشوف نفس الحاجة ولا بنشوف بنفس الطريقة,ولا عمر اى اتنين هايشوفه نفس الحاجة بنفس الشكل اللى هى عليه, بما انى حد غاوى تصوير فى هى اسمها لقطات,عشان عدسة الكاميرا زى ننى عنينا,حياتنا لقطات محتاجة نلقطها والشاطر اللى يلقط اللقطة الحية ويبورزها عشان يظهر جمالها...
داليدا قاعدة بتجهز الجاليرى بكل نشاط لفترة الاعياد والمناسبات المبهجة اللى ديما بتكون ليها معزة خاصة فى قلبها كل حاجة فى اجواء الميلاد بتديها احساس بان مش كل النهايات وحشة، فى نهايات مبهجة خصوصا لما تكون نهاية لبداية جديدة.
من اهم تقوس فترة الميلاد لداليدا انها تزين الشجرة الخاصة بيها بنفسها وبتملاها هدايا على باب الجاليرى لكل واى حداشكال والوان وبهجة، بلايليست الكريسماس شغالة طول الوقت شموع بريحة لافندر طول الوقت انوار الميلاد اللى بتملى القلب بأمنيات الميلاد طول الوقت ميلاد جديد لساعدة لاطمأنان لونس لسكينة..
عمرها مابتسمح لحاجة تعكر عليها الفترة دى من السنة، وعلى مدار سنين كتير بتحرص ديما على انها تحس بكل الاحاسيس المبهجة فى الحياة..
خلصت التزيين للشجرة الكبيرة وجهزت الجاليرى لحفلة رأس السنة الكبيرة اللى بتجمع فيها كل الفناين الللى عرضو عندها على مدار السنة وبتعرض قطعة لكل واحد فيهم كنوع من انواع تقدير لعمل سنة خلصت وتشجيع لسة جديدة..
ومن ضمن التقوس عرض مجانى لطلاب كليات الفنون لعرض احدث قطعة فنية عملوها.
روح داليدا بتملى المكان ببهجة من نوع خاص، طلعت مكتبها فتحت اللاب توب وبدأت تبعت اميالات الدعوة، صورة كبيرة من تصويرها زمان وتخصصها لكل واحد بحاجة تخصه..
فجأة دخل عليها محمود، كان بقاله كتير ماظهرش وكان بطل يجى يشتغل عندها فى الجاليرى من فترة..
محمود: افتقدتك قوى فى الفترة اللى فاتت دى، حصلت حاجات كتير ومحتاج اترمى فى حضنك واحكيلك.
داليدا:تسحب من علبة سجايرها سيجارة وبتولعها ببطق، بتقوم تملى كاس واين.. بتقعد قدامه وبنظرة مطولة مباشرة للعين..
سحبت نفس عميق، احكيلى..
محمود: داليدا الدنيا بتتقل علية قوى كل يوم بتلخبط اكتر من اليوم اللى قبله تايه ومابقاش جوايا يقين لاى حاجة وفى وسط كل المشاكل واللخبطة دى كلها ماكنش فيه شىء واضح لية غير ملامح وشك ونظرة عينيكى والحزن اللى فيهم كانو وضحيين اكتر من اى حاجة فى حياتى..
داليدا بتسمع ومن جواها عدم اهتمام وشعور بان كل دى مؤقت ومافيش منه شىء واقعى او حقيقى..
داليدا: محمود هى سابتك ليه المرة دى؟
محمود: مش قادرى تستحمل تصرفاتى الطفولية..
داليدا: التصرف الطفولى الانانى من الصعب حد يتقبله ده غير انه غير قابل للتقبل اصلا، بيكون كرم من اللى قدامك او حبا منه ليك انه يتقبله لكن فى الاساس احنا مش اطفال احنا ناضجيين.. ولومصر على انك طفل فاافتكر ديما ان فى مرحلة الاهل بيقسو على اطفالهم فيها علشان يبقة احسنو ودى اللحظة اللى هنسيب فيها الطفل بيعيط لحد مايعرف غلطه هو لوحده وساعتها بيتعلم وبيضيف لعقله اوضة زيادة فيها حاجة جديدة بتزوده..
محمود: داليدا كفاية تعاملينى على انى طفل انا من حقى اتوه وازعل واتعامل بالطفل اللى جوايا مانتى نفسك جواكى طفلة رافضة تكبر رافضة تتأقلم مع كل التغيرات اللى حصلت فى حياتها عطلانة فى اوجاع ماضى عمرها ماهتتغير ولا عمرك هتعرفى تعيشى ايامك زى خلق الله لاهية نفسك فى دنيا مش بتعتك عايشة للناس وفاكرة نفسك حمام السلام وانتى اصلا بتهربى زى الطفلة لما تدخل فى خيمة فى اوضتها ومش عايزة تتعامل مع اللى برة زعلانة ومقموصة ومش عايزة تواجه.
داليدا: احييك على انك بتدافع بالهجوم ومش هعارضك فى اللى انت قولته كله عندك حق فيه ومعترفه بيه جدا، بس هاتلى انسان واحد اتأذى من طفولتى!!
من قوة داليدا انها صعب تخلى حد يعكر عليها صفو الايام.. التصالح اللى وصلتله مش بالساهل ولا ببلاش هى مش قابلة ومش هتقبل حقايق حصلانة كتماها فى قلبها وبتعيش بسكينة اللى بقت اقرب صاحبة ليها..
نزلت من المكتب لقيت المطر بدأ يعزف نغمات الكريسماس والسنة الجديدة علت المزيكا وندهت على المساعديين ورحعت بنشاط تبدأ تحضيرات حفلة السنة الجديدة..
عندى صديقة، هما عبارة عن 4 بنات اخوات والدتهم ست جميلة قوى مصحباهم من زمان وكانو بيحكلوها ديما لما بيجو يصحبو وبسبب الصداقة دى هما ماتخذواءوش فى حياتهم كتير لانها كانت بتلحقهم على طول من ولادالوسخة فالبتالى الكويس منهم دخل البيت من بابه على طول، فامترهسوش فى الخرارة اللى بتتهرس فيها معظم البنات.
الفكرة ان مش كلنا محظوظين بحد بخبرة اهلنا يكون لينا فى حياتنا صاحب وسند يحميك من عثرات ممكن تكون زيادة عن اللزوم تهلك روحك زيادة عن الحد اللى يعلمك هى بتنهش فى الروح مش بتعلم..
السند اللى هيشيلك دة اللى هيفتح شباك كدة ببصيرته يخليك تشوف حاجة انت مش شايفها، او يحميك من مجهول ممكن ياكل روحك..
لما هتمر بيك ايام كتير وتلاقى نفسك شاديت قلوعك وقمت على حيلك بعد وقعات كتير وانك كنت انت بطل حكايتك هتحس بعزة نفس غريبة هتحس انك عايز تقول لاى حد انت مين انت ولا شفت ايه وهتحس انك عايز تديله من خبرة ايامك..
ابويا فى الفترة الاخيرة تعب قوى وكنت معاه كدة على قد ماقدر، حاسيت انى كبرت وصار لازم ارود الجميل بس ان امتى كبرت انا لسة عايزاه يمسك ايدى ويعدينى الشارع ويجبلى حاجة حلوة معاه وهو جى من الشغل، بابا انت كبرت بس انا لسة من جوايا لسة عليا اللى ف 2 حضانة اللى لما بتتأخر عليها بتقعد على جمب تعيط وتقول هو نسينى ولا ايه ومالعبش مع الولاد اللى بتعلب عشان مستنياك انك جى دلوقتى..
أمتى!! أمتى بقى لازم انا اللى امسك ايدك واعديك لاء انا صغيرة من جوة قوى.. احنا كل مابنكبر بنصغر من جوانا ولا ايه !!
فيه توهة غريبة جوة دماغى فيه حزن على الحبيب اللى عمره ماهيعود، فيه زعل على العيلة اللى جوايا اللى خنقاها الظروف ولالايام والمسؤليات اللى اتسرقت مننها ايام اللعب..
معنديش لقطة معينة المرة دى غير انى فجأة حاسيت ان بعد السنين الكتير دى عمرى ماتسأت عليا انتى عايوة ايه ولا انا حتى سألتها السؤال دة..