الخميس، 26 ديسمبر 2019

مسك اللليل 2

المكان:
جاليرى مسك الليل 
الزمان:
صباح الكريسماس ٢٥ ديسمبر
داليدا قاعدة بتجهز الجاليرى بكل نشاط لفترة الاعياد والمناسبات المبهجة اللى ديما بتكون ليها معزة خاصة فى قلبها كل حاجة فى اجواء الميلاد بتديها احساس بان مش كل النهايات وحشة، فى نهايات مبهجة خصوصا لما تكون نهاية لبداية جديدة.

من اهم تقوس فترة الميلاد لداليدا انها تزين الشجرة الخاصة بيها بنفسها وبتملاها هدايا على باب الجاليرى لكل واى حداشكال والوان وبهجة، بلايليست الكريسماس شغالة طول الوقت شموع بريحة لافندر طول الوقت انوار الميلاد اللى بتملى القلب بأمنيات الميلاد طول الوقت ميلاد جديد لساعدة لاطمأنان لونس لسكينة..

عمرها مابتسمح لحاجة تعكر عليها الفترة دى من السنة، وعلى مدار سنين كتير بتحرص ديما على انها تحس بكل الاحاسيس المبهجة فى الحياة..

خلصت التزيين للشجرة الكبيرة وجهزت الجاليرى لحفلة رأس السنة الكبيرة اللى بتجمع فيها كل الفناين الللى عرضو عندها على مدار السنة وبتعرض قطعة لكل واحد فيهم كنوع من انواع تقدير لعمل سنة خلصت وتشجيع لسة جديدة.. 

ومن ضمن التقوس عرض مجانى لطلاب كليات الفنون لعرض احدث قطعة فنية عملوها.

روح داليدا بتملى المكان ببهجة من نوع خاص، طلعت مكتبها فتحت اللاب توب وبدأت تبعت اميالات الدعوة، صورة كبيرة من تصويرها زمان وتخصصها لكل واحد بحاجة تخصه..

فجأة دخل عليها محمود، كان بقاله كتير ماظهرش وكان بطل يجى يشتغل عندها فى الجاليرى من فترة..

محمود: داليدا؟
داليدا: بنظرة استغراب حنونة، أهلا محمود.
محمود: ميرى كريسمس.
داليدا: هزة راسها وبابتسامة بسيطة ميرى كريسمس محمود، اتفضل واقف ليه؟
محمود: وحشتينى يا داليدا.
داليدا: باب الجاليرى مابيتقفلش.
محمود: افتقدتك قوى فى الفترة اللى فاتت دى، حصلت حاجات كتير ومحتاج اترمى فى حضنك واحكيلك.
داليدا:تسحب من علبة سجايرها سيجارة وبتولعها ببطق، بتقوم تملى كاس واين.. بتقعد قدامه وبنظرة مطولة مباشرة للعين..
سحبت نفس عميق، احكيلى..

محمود: داليدا الدنيا بتتقل علية قوى كل يوم بتلخبط اكتر من اليوم اللى قبله تايه ومابقاش جوايا يقين لاى حاجة وفى وسط كل المشاكل واللخبطة دى كلها ماكنش فيه شىء واضح لية غير ملامح وشك ونظرة عينيكى والحزن اللى فيهم كانو وضحيين اكتر من اى حاجة فى حياتى..

داليدا بتسمع ومن جواها عدم اهتمام وشعور بان كل دى مؤقت ومافيش منه شىء واقعى او حقيقى..
داليدا: محمود هى سابتك ليه المرة دى؟
محمود: مش قادرى تستحمل تصرفاتى الطفولية..
داليدا: التصرف الطفولى الانانى من الصعب حد يتقبله ده غير انه غير قابل للتقبل اصلا، بيكون كرم من اللى قدامك او حبا منه ليك انه يتقبله لكن فى الاساس احنا مش اطفال احنا ناضجيين.. ولومصر على انك طفل فاافتكر ديما ان فى مرحلة الاهل بيقسو على اطفالهم فيها علشان يبقة احسنو ودى اللحظة اللى هنسيب فيها الطفل بيعيط لحد مايعرف غلطه هو لوحده وساعتها بيتعلم وبيضيف لعقله اوضة زيادة فيها حاجة جديدة بتزوده..

محمود: داليدا كفاية تعاملينى على انى طفل انا من حقى اتوه وازعل واتعامل بالطفل اللى جوايا مانتى نفسك جواكى طفلة رافضة تكبر رافضة تتأقلم مع كل التغيرات اللى حصلت فى حياتها عطلانة فى اوجاع ماضى عمرها ماهتتغير ولا عمرك هتعرفى تعيشى ايامك زى خلق الله لاهية نفسك فى دنيا مش بتعتك عايشة للناس وفاكرة نفسك حمام السلام وانتى اصلا بتهربى زى الطفلة لما تدخل فى خيمة فى اوضتها ومش عايزة تتعامل مع اللى برة زعلانة ومقموصة  ومش عايزة تواجه.

داليدا: احييك على انك بتدافع بالهجوم ومش هعارضك فى اللى انت قولته كله عندك حق فيه ومعترفه بيه جدا، بس هاتلى انسان واحد اتأذى من طفولتى!!

روح شوف وراك ايه واعرف انت عايز ايه وحاول تقلل الخسارة..
نورت يا محمود..

من قوة داليدا انها صعب تخلى حد يعكر عليها صفو الايام.. التصالح اللى وصلتله مش بالساهل ولا ببلاش هى مش قابلة ومش هتقبل حقايق حصلانة كتماها فى قلبها وبتعيش بسكينة اللى بقت اقرب صاحبة ليها..

نزلت من المكتب لقيت المطر بدأ يعزف نغمات الكريسماس والسنة الجديدة علت المزيكا وندهت على المساعديين ورحعت بنشاط تبدأ تحضيرات حفلة السنة الجديدة..


ليست هناك تعليقات: