الأربعاء، 15 يوليو 2009

واحنا صغار


لما بنكون صغيرين بتيجى فى دماغنا اسئلة كتير فى منا بيسألها وبيحاول يلاقى اجابة من الناس اللى حواليه ولو مالاقاش حد يجاوبله عليها بيحاول هو بنفسه انه يلاقى لنفسه وبنفسه رد لكل الاسئلة والافكار اللى بتيجى فى باله وساعتها هى دى الفكرة اللى فتفضل جواه وعايش بيها حتى لما يكبر مابتتغيرش لانه بيفضل دايما شايف انها هى كدة ومقتنع بيها لحد ماممكن يقابل حد يقنعه بحاجة تانية ومش دايما بيقتنع فتفضل هى دى الفكرة اللى جواه

وده بالظبط اللى حصله وهو كان فى سن الاربع سنين لما فجأة صحى من النوم الصبح ولأول مرة مايلاقيهاش بتقوله صباح الورد والعصافير مع الابتسامة اللى كانت سارقة نورها من ودفاها من شمس النهار ..

صحى لأول مرة من غير مايلاقى الفطار اللى بيحبه ولا العصير الفريش ولا اللبن الدافى ولا التوست اللى بالشيكولاته ...

صحى لأول مرة من غير مايجرى لحد مايلاقى نفسه بيترمى فى ادفى حضن واحن حضن

صحى لأول مرة من غير مايلاقى الحنان والرقة والنعومة والدفى والاهتمام والرعاية

لأول مرة مايلاقيش امه فى البيت ....

دور فى كل ركن هى راحت فين ؟

مالاءش رد لسؤاله ... ليه الناس دى هنا فى البيت .. ليه البيت هادى هدوء مخيف ... ليه فى حاجة جديدة لأول مرة يحسها فى البيت اللى دايما المرح عنوانه ... ليه الناس دى زعلانة ؟ هى ماما راحت فيين ؟؟؟؟؟؟؟

يوم واتنين وكتيييييير مرو ولسة مافيش اجابة ... لحد ماقالولو الاجابة الشهيرة " راحت عند ربنا " فى مكان جميل واحلى كتير من اللى كانت فيه " جملة معتادة لكن مأقنعتوش .. بس سمعها وعلى قد افكاره الصغيرة حاول يصدقها ... بس اللى كان شاغله اكتر " طب مدام ماما مشيت عند ربنا انا هاعمل ايه ؟ مين هيعمللى كل الحاجات الحلوة اللى كانت بتعملها ؟ مين هيعمل العصير ؟ مين هيحضنى اول ماصحى الصبح ؟ مين هيحكيلى الحدوتة قبل مانام ؟؟ مين هيحبنى !!!!!!!؟؟؟؟؟

ومرت ايام اكتر من اللى فاتت وهو بيحاول يدور على الحاجات اللى كانت من عند ماما فى ناس تانية


فى الحضانة وسط اصحابه وصحباته ومدرساته ، كان دايما جواه فكرة ان الحب والحنان ماينفعش يجو غير من عند ماما " انثى " يعنى البنت صحبته اللى اعدة جنبه فى الديثك هى دى اللى هتعوضه عشان هى زى ماما من نفس نوع ماما بيضة وحلوة وابتسامتها منورة وشعرها بنى طويل زى ماما وعنيها عثلى زى ماما .. بس هى ليه مش بتحبنى زى ماما !!؟؟ عشان انا كل ماجى ابوثها زى ماما كانت تذعل منى ومش ترضى تبوثنى ذى ماما .... وفى يوم لاقى المدرسة بتاعته وباباه ومامت البنوتة موجودين فى الحضانة وبيتكلمو مع بعض ومامتها ذعلانة قوى ، وبعدها لاقى نفسه مش بيروح المكان ده تانى !!


وبعد كتير كبر ودخل المدرسة وكبرت معاه فكرته ان المرأة هى منبع الحنان والحب ، وكبر معاه احساسه بالوحشة للبسمة المنورة زى الشمس وللضحكة الرايقة والبوسة الحنينة ، وكان دايما صحابه فى المدرسة بنات ومع كل بنت كان بيعرفها كان بيحاول يدور على حتى من امه عشان كدة كان عنده فى صحباته اللى شعرها بنى واللى عينها عسلى واللى دمها خفيف والعقلة والمجنونة والطويلة والقصيرة كان زى مايكون بيجمع منهم تابلوه لصورة امه ، وهو كان كل اللى بيتمناه منهم مجرد صداقة يكونو معاه فى حياته يشركوه فيها باخلاص وجدعنة ومايحسش يوم انه لوحدة ، وكان فكرته فيها ايه انه الصبح يصحى على تليفون من فلانة تصبح عليه لمجرد صباح الفل ويحس بان الدنيا حلوة بابتسامة لطيفة ، وانه ينزل يفطر معاهم فى البص الصبح وسط لمة لذيذة يحس وسطهم بالسعادة والضحكة الرايقة ، وايه المشكلة نتجمع كلنا فى خروجة نرفه بيها خنقة المذاكرة !!! كلها كانت افكار فى خياله وعايش على اساسها شايف انه ايه المشكلة فى انهم هما كمان يشفوه كدة وان العيشة تبقى لطيفة كلنا اصدقاء مع بعض فى مدرسة واحدة وكمان مع بعض فى الحياة ، عشان كدة كان دايما مستعجب من ردود افعال الناس اللى حواليه فى المدرسة المدرسي اهالى اصحابه الولاد اصحابه لانهم كلهم كانو مستغربين و ليه الولد ده بيحب صداقة البنات قوى كدة ودايما قريب منهم لدرجة ان فى بعض اهالى البنات لما وصلو لمرحة ثانوى كانو ابتدو شوية يعامله بشكل مختلف فيه حدة اكتر من لما كانو صغيرين وابتدو يحطو شروط لصداقة بناتهم بيه ، فابتدى يلاحظ انه فيه حاجة ابتدت تتغير فيه هو وفى الناس اللى حواليه خد باله ان من هنا ورايح النظرة ليه هتختلف مش بس من الاهل لكن دى هتبقى من البنات كمان ..


زادت الفكرة عنده لما دخل الجامعة ، مع دخول الجامعة كان فرحان قوى لانه اكيد بقى هيلاقى البنات هناك اعقل وانضج من لما كنا فى المدرسة خصوصا انه دخل جامعة من اللى فيها الدنيا فرى شوية والناس فاهمة يعنى ايه صداقة بين الولاد والبنات وانه اكيد بقى الناس هتبقى دماغها مفتوحة اكتر ،، لكن مش كل اللى حلم بيه لاقه ..هو صحيح عالم فرى لكن فرى لدرجة كبيرة زيادة عن اللزوم ولاقى ان المصلحة الشخصية هى اللى طاغية ، اه عمل صداقات كعادته لكن اكتشف ان اللى كان متخيله عن البنت فى خياله اتمحى كله فى المكان ده فين الحنان اللى معروفة عنه الانثى فين الرقة فين الضحكة الرايقة والابتسامة اللى شبه نور الشمس فين العقل والحكمة والحب ،، مالقاش قصاده غير شوية بنات تافهة الحب والحنان والرقة بالنسبلهم كماليات للحياة او معنى مختلف غير اللى هوا عارفه وعاش يدور عليه بنات صوتها عالى فى كل حاجة شاريين دماغهم وبايعين القضية ومافيش حاجة فارقة معاهم ، وفى وسط العالم المفتوح برضه لاقة عالم دماغها جزم مقفولة ، سير الناس هى التسلية الوحيدة لو قاعد لوحدة مع بنت فى بنهم حاجة متصاحبين واتعرف بين الناس انه الدنجوان محطم قلوب العذارة اللى كلهم بيجرو عليه وده خلى اى واحدة عايزة تصحبه لمجرد فكرة انه دنجوان ، لكن فين الصداقة اللى كان بيتمناها والمعانى الحلوة اختفت من الوجود ، اضطر يتأقلم كعادته لكن المرة دى كان الموضوع قاسى عليه قوى صدمة فى عالم كان متخيل انه حاجة وطلع حاجة تانية خالص....

ساعتها قرر انه يبدأ يفتح حياته الاجتماعية اكتر شوية فقرر انه يستغل اجازات الجامعة وطلب من دكتورة عنده فى الجامعة انه ينزل يتدرب معاها فى الجرنال اللى هى مسكة فيه قسم المرأة وطبعا هو كان حبيب الكاترة كلهم فوافقت بدأ يكتب فى باب المرأة عن المرأة العصرية والفرق بينها وبين امه ، وسمة عموده " أمى على الطريقة الحديثة " وكان اسلوبه ساخر وكتير لاذع ونجح بسرعة ومقالاته سمعت وبدأ ينشر فى كذا مجال ومكان واتعرف فى الجامعة واتحب طبعا اكتر من كل البنات واتكره اكتر من كل الولاد ... ومرت ايام اكتر واكتر .. واتخرج من الجامعة وكما طريقه ومشواره فى الكتابة والصحافة ...ووسعت علاقاته بحوا اكتر واكتر من خلال كتاباته ووسط كل المشوار ده كان له صديق ذكر واحد بس هو ابوه اللى كان دايما شايف انه متجوز بعد امه عشان مالاقاش اللى ينفع تكون بدالها لانها كانت كل حاجة واى حاجة هتيجى بعدها ناقصة ، وصداقته بأبوه كانت كويسة جدا وكان بيستمتع بحكاويه عن صديقاته من وهو فى الحضانة لحد ماجاله فى يوم وحكاله عنها ودى كانت اول مرة يحكى عن واحدة بعينها لواحدها من غير بنات تانية " حنين " وبس من غير اى واحدة غيرها ، سأل الاب عن سر انها هى وبس ايه المختلف ، المختلف انه فى يوم صحى من النوم على على ابتسامة صافية ورايقة مضويه ودافية زى شمس النهار ساعتها حس انه رجع بيه الزمن 24 سنة لورا فجأة وكأن كل السنين دى مامرتش

كان عندهم شغل فى الجرنال كتير عدد خاص ومحتاج مجهود كان عن اليوم العالمى للمرأة والكل كان بيشتغل واطضرو يباتو فى الشغل للصبح وهو نام على الكنبة بشر بيتعب وهى جت تصاحيه لانه النهار طلع وفعلا كان النهار طلع بالنسبة له وساعتها عرف انه عمره ماهغيب النهار تانى عنه ابدا ،، ايه الجديد ماهو بيشوفها كل يوم اشمعنى هنا فى اللحظة دى دى وبس عرف وتيقن وقرر انه هى دى ومش حد غيرها ومش عايز قبلها ولا بعدها ،، هو من الاول عارفها ومعجب بشغلها ونشاطها وان مواضعها دايما مختلفة كانت بتتحرك فى كل مكان بخفة ونشاط وثقة ، بتكتب فى اى موضوع بجرأة ومابتخفش بتشوف الست بنظرة مختلفة عن اللى بيبوصلها معظم الستات كانت ارأها ووجهات نظرها فى الحياة مختلفة ، وطبعا هما كانو اصدقاء وعارف عنها كل حاجة وهى كمان ويمكن تكون اكتر حد مان فهمه وفاهمة مدى احتياجه للحنان اللى اتسرق منه فجأة وهو صغير وكانت مقدره افكاره الطفولية البريئة وياما احتوته وساعدته وكمان ياما عارضته فى ارائه فى الشغل وكتير كانت بتنزل مقالات مضادة لمقلاته وكانو بيقروها هما الاتنين ويضحكو بعد كدة .. كل ده كان بيحصل كل يوم ولاكتر من 6 سنين ايه اللى حصل فجأة ده وليه ؟ ومن تانى لاقى نفسه بيسأل السؤال الطفولى : انا ليه فجأة حاسس انه لما بتيجى تروحى ببقى عايزك ماتمشيش ابدا ؟ ليه ساعت ماصحتينى بقيت عايزك تصحينى كل يوم ؟ وكالعادة فهمته وتحملت سؤاله الطفولى زى ماديما كانت بتتحمل منه كل الاسئلة الطفولية اللى كان بيسأله من يوم ماعرفته ...بس اول مرة مش هتجاوبه ، لكن هترد على سؤاله بسؤال

-ردت عليه : لاول مرة هسألك سؤال من اسألة المجانين ..

- مجانين ... هههههههههههههههه ..!!! اسألى يامجنونة

-اه مجانين ماهو اصل السؤال ده مايسألوش غير المجانين

-طب اسألى ....

-مستعد !!!

-قوللى ياستى ومالكيش دعوة ....

- تتجوزنى ؟؟؟؟

ماهى الاحلام كدة بتيجى فى لحظة وتتكرر سنين وتتحق فى غمضة عين :)

ليست هناك تعليقات: