السبت، 16 مايو 2009

على سلم الطيارة


ودعها على سلم الطيارة ، سلم عليها ، كانت اخر لمسة ايد بينهم ، اخر نظرة عين بينهم ، اخر كلمة كانت بينهم : مع السلامة

رجع طول مشواره من المطار لحد مكتبه فى الجرنال فى وسط البلد مش حاسس بأى حاجة حواليه

وكأن الشوارع اختفت ، مافيش بيوت ، الدنيا مش زحمة ، الناس مش موجودة ، مافيش دوشة عربيات مافيش كلاكسات مافيش ناس بتخبط فى بعض ،المواصلات رايقة والسواقيين هاديين ، الشوارع نضيفة والهوا نقى

كأنه فى بلد تانية غير البلدى ، ايه اللى حصله ، احساسه راح فيين ، هو انا اللى هاجرت ولا مصر تحولت عبر بوابة زمن لمكان تانى ، نسى كل المشاكل اللى حواليه

نسى المرض، نسى الفقر ، نسى الجهل ، ونسى الظلم ،،خايف كمان لايكون نسى اسمه وعنوانه، انا ازاى نسيت الدنيا اللى حواليا ، انا ازاى فقدت احساسى بقضايا اللى شايلاها على دماغى وكتفاى وضيعت عليها عمرى واحساسى

انا ازاى مش مهتم ، انا ازاى لامبالى ،ايه اللى حصلى؟؟؟؟؟؟؟

سافرت ، هاجرت ، سابتنى وراحت بلد تانية عشان تتعامل مع ناس تانية عشان تشتغل مع ناس تانية عشان تعمر بلد تانية

تعيش حياة غير اللى رسمناها سوا ، تعيش فى بلد غير اللى احنا كبرنا واتربينا سوا فيها ، خد قرار ونفذته منغيرى ودى كانت اول مرة نفترق فى قرار ومنعرفش نتفق على حاجة ،، بس دى مش اى حاجة ، دى حياتنا سوا

قالتلى زهقت وتعبت من البلدى ، شعاراتك خنقتنى مش لاقيه حاجة من اللى انت بتقول عليها ، بنحارب بنشتغل طالع عين اهلنا بنجيب مستندات بنعمل تحقيقات بنتكب مقالات وننزل صور وبعدين ايه اللى بيحصل ولا حاجة ، حد بياخود خطوة ، لاء ،، كله واقف محلك سر ولا اى حاجة بتتغير ولا حتى نور بسيط نقدر يدينا امل , انا تعبت ,, انا ماشية.....

طب لما هى تستسلم وتمشى ،،انا اعمل ايه؟

لما طاقة الامل والشغل واللى اتعلمت على ايدها ازاى اكون صحفى فاهم وواعى وبحب بلدى وعندى هدف ورؤية مهتم وشايف اللى بيحصل وبحاول اغير وماسبوش ،، انا اعمل ايه؟

كانت بتضحك عليه؟ ولا على نفسها ؟ ولا الدنيا هى اللى ضحكت علينا كلنا ؟

ازاى هكون مهتم من هنا ورايح ؟

ازاى هشتغل ازاى هشوف ؟

ازاى هعرف الصح من الغلط ازاى هقدر اقف واثور واقول " لاء " اذا كانت هى مش معايا؟

لما الامل ييأس يبقى ازاى انا يفضل مؤمن بالامل ؟


ضربته الافكار وعصفت بيه زى ابشع رياح ممكن تدمر عقل وقلب مؤمن وعاشق وصاحب قضية ،، احساسه بنفسه كان غريب عن نفسه عن وطنه عن مبدأه،، وصل جرناله وقعد على مكتيه وبدأ يرمى بعينه نظرات كلها شك وحيرة وقلق مش فاهم حاجة ولا مصدق حد ...........

فاق على صوت حد من زمايله بيصرخ فى وشه ...انت فيين رئيس التحرير عايزك ضرورى فى حادثة كبيرة جدا اتوبيس مدرسة خبط فى مقطورة على اول الطريق الصحراوى لازم ننزل حالا الموضوع كبير وفى اشتباه انه بفعل فاعل

نزل جرى ونسى كل الافكار السودا اللى كانت فى باله ومافتكرش غير مستقبل بلده اللى موجود فى الاتوبيس ده واللى ممكن يغيب وماتظهرولش ملامح من حادثة زى دى ...........

ليست هناك تعليقات: