الثلاثاء، 11 فبراير 2020

مسك الليل..3

الجو مطر ويوم الشتا وجماله وغيومه مع اشعة شمس مستحية ورا سحاب ابيض، فنجان القهوة الصباحى الجميل والسيجارة وفتحت داليدا شباكها تستقبل اليوم بكل سكون وهوا منعش، صوت شخلله الاكل الدراى اللى زووم بيحبه تصبح عليه باحلى فطار يعرف منه ان بعد الاكلة الحلوة دى فى خروجة وفسحة حلوة فى شوار المعادى الجميلة وانه هينزل يقابل اصحابه اللى ماشفهمش من فترة لان داليدا كانت فى حالة من العزلة والانطواء مابين جنينة البيت وكنبة الليفينج وزووم وقلة قليلة من الاصدقاء الهوة الصباحية وازازة الرييد وين بالليل افلامها ومزيكتها..

زووم سمع صوت شخللة المفتايح الفضة يعنى مفتاح العربية موجود، واضح الخروجة مطولة، واضح ان داليدا قررت تاخد زووم فى رحلة تعويضية عن الحالة الضلمة اللى فاتت دى..
ايه دة ايس بوكس دى رحلة طويلة شكلها..
االعربية الله ايه دة طريق بيت اسيل غالبا، اه شكله هو..
اسيل نازلة لابسه بلطو وكوفية ومستعدة للانطلاق لشاليه داليدا فى الساحل الشمالى ومعاها ادوات النحت كلها 

اسيل: داليدا هو بجد احنا هنسافر الساحل فى الجودة انتى مجنونة والله.
داليدا: انتى هتدعيلى يالا مزيكا..

وصلت داليدا واسيل ومعاهم زووم وادوات النحت بتاعت اسيل.

اسيل: دليدااااااا ايه الجمال دة المكان دة معمول ازاى كدة دة معدى اللى كان ف خيالى.
داليدا: ابدعى انا مش عايزة حاجة توقف ابداعك المشورع دة لازم يطلع للنور وبمنتهى الجمال والروعة خرجى كل افكارك ومشاعرك فيه.. يالا روقى حاجتك وانا هاخد زووم واروح اوصيلنا على شوية سمك حلويين حضرى السلطات على ماجيب السمك واحضر الشواية..

على البحر فرشو سوا الشواية وبدأت داليدا فى شوى السمك وصوت الموج عالى والهوا نقى وريحة الشوى تجنن..

داليدا: تشربى ايه مع الاكل اسيل؟
اسيل: سفن اب.. داليدا هو ايه ده
داليدا، وايت واين.
اسيل: بتشربى كتير، مابتخفيش على صحتك؟ انتى عارفة عمرى ماشربت حاجة قبل كدة...... انا تقريبا عمرى ماغلطت قبل كدة حتى اصحابى لما كانو يجربوه كنت بجرى وكأن بهرب من شبح، أمى ديما تقولى حافظى على ابوكى واخواتك الرجالة... بس عارفة، عمرها ماقلتلى خافى على نفسك..
داليدا: فاهمة دى معايير المجتمع اللى انتى عايشة فيه يا اسيل البنت هى شرف ابوها واخوها والزوجة هى شرف الزوج واى ست هى شرف الراجالة اللى ف حياتها، معرفش بقى لو الست دى ماتت هيعيشو منغير شرف ولا هيعملو ايه..
بس اقول على حاجة يا اسيل افهمى الفكرة وامشى وراها، انتى بتقولى ان عمرها ماقلتلك خافى على نفسك.. خافى انتى عليها..

انا كان نفسى ابقى كدة كان نفسى احافظ عليها من امراض كتير قوى محصرانى دلوقتى..

اسيل: داليدا انتى مش ندمانة على حاجة؟
داليدا: الندم لحظات لازم هنمر بيها حتى لما بدها بنقول اتعلنا والتجربة خير معلم، فى اوقات مابيبقاش عندى طاقة المعافرة وانى اثبت انى كويسة مهما حصل..
زمان مرة حبيت واحد قوى وهو كان معجب بيه بس كان مشدودلى سيكشوال اكتر بعد فترة حب واحدة تانية ولما جيت بصتلها لاقيتها كانت بنت مناسبة جدا متفتحة ومتكلمة وذكية ودمها حفيف وبنت ناس وعمرها ماحبت اى حاجة من الحاجات اللى بيتقال عليها غلط لابتشرب ولاسجاير ولاسهر غير فى اطار عيلتها بس الفكرة ان البنت دى كانت عيلتها اصلا متفتحة فى اى فعل بيحصل هو مقنن فا مش مضطرة تكدب عشان تثبت نفسها فا بتبان منورة وبيور وفى نفس الوقت مش مقفلة.. لما حبها غصب عنى حطيت نفسى معاها فى مقارنة وقولت هو شفنى واحدة قشطة بتشرب دماغها متفتحة شوية لو حبيت مافيش مانع من تواصل جسدى عادى وزعلت على نفسى فترة كبيرة ةحسيت بحصرة لثانية انى سمحت لنفسى ان يتبصلها فى وقت من الاوقات البصة دى..

بس رجعت وقولت المقارنة دى غير عادلة بالمرة لانى ماعملتش حساب فرق السن لانى ببساطة لما كنت فى سنها كنت زييها بالظبط لاقتنى بقارنى بواحدة بينى وبينها 10 سنين يعنى انا وانا فى سنها مكنتش وانا فى الوقت اللى كنت فيه وقتها ..

بعدها اتمنيت انها تفضل زى ماهى وتعمل اللى يحسسها بنفسها وتكتش نفسها بالصورة اللى تناسبها يمكن لما تكبر وتمر بتجارب تغيرها والف ممكن ممكن يحصل..

رجعت وطبطبت على نفسى وقولتلها ماتزعليش ماحدش بيشوف زى التانى

اسيل: ماتجوزتيش ياداليدا ماحستيش ان نفسك فى بيت وعيلة؟

داليدا: الجواز نصيب ورزق انتى عارفة مرة انا اللى طلبته للجواز بس مارضيش مشى ورا قوانين الللى ينفع واللى ماينفعش او يمكن ماحبنيش كفاية.. ماتحبتش للدرجة دى.
مرت الايام والسنين وحبيت حياتى زى ماهى كدة كل يوم بعيش معاكو حدوتة جديدة حياتى مليانة.
اسيل: والحب؟
داليدا: خدت نصيبى منه خلاص مش كارى مش نصيبى او يمكن يجى مابقتش استناه بس كمان منستوش انا عشت فترات حب جميلة وعشت مشاعر فى منتهى الجمال بتخلق جوايا ذكريات بعشها ولما بيوحشنى قوى باجى هنا..

يالا يا هانم خشى الصومعة دى ابدأى اشتغلى وخليكى زى مانتى اعملى الللى يخليكى تعرفى تبوصى لنفسك فى المراية وانتى مش زعلانة منها ولا عليها اعلمى اللى لما تبصى لنفسك اخر اليوم يرسم ابتسامة على وشك ويخلى روحك شفافة خفيفة مافيش تقل ولا سواد..

انا هنزل امشى زووم على البحر شوية ...
انا عارف دلوقتى انتى هتروحى فيين، ربنا يستر اهى هتروح تسأل سعيد اهو..
داليدا: سعيد ازيك.
سعيد: حمدلله على السلامة يا ست داليدا
داليدا: الله يسلمك
سعيد: ماتبصيش يا ست داليدا الشاليه لسة مقفول من اخر مرة وفلوس الصيانة بتتبعت بشيك كل سنة على القرية ومحدش بقى بيشوف حد منهم ابدا..
داليدا: تصبح على خير يا سعيد.. يالا هووم يا زووم 

ليست هناك تعليقات: