الخميس، 13 فبراير 2020

مسك الليل..4 عيد وحب

اسيل صحيت على كركبة كتير و زووم عمال يهوهو بصوت عالى...
اسيل: بعين ونص، داليدا فيه ايه الدوشة دى على الصبح.
داليدا: انا راجعة القاهرة وجية بلليل..
اسيل بصوت متفاجىء، هتسيبنى لوحدى؟
داليدا: لا ماهو هاسيبلك زووم..
اسيل: ياسلام ياختى ده انا اغرق بيه فى شبر مية انا اصلا مابعرفش اتعامل معاه
داليدا: مش هتحتاجى تتعاملى هو اللى هيتعامل
اسيل: مستعجبة ومش فهمة ومخضوضة .. هو فى ايه طيب؟
داليدا: عندى شغل مهم فى الجاليرى فى معرض عيد الحب ولازم انزل دلوقتى احضرله واعمل ترتيب ده تقليد فى الجاليرى..
اسيل مستغربة : ايه ده انا كنت فكرة انى بقيت من عيلة الجاليرى!!
داليدا: اسيل دة تقليد بعيد عن النشاتطات الخاصة بيكم.
اسيل باحباط شديد: بيينا!! داليدا انا مش فاهمة حاجة انتى مالك!!
داليدا بتاخد اسيل من ايدها وتطلع بيها قصاد البحر..
تنهيدة كبيرة.. اسيل بصوت هدى مخبى فى هدوءه رعب وتون صوت جديد تماما على اسيل ونظرة عين لاسيل من داليدا محيرة وعمرها ماشفتها منها قبل كدة.. اليوم ده مهم جدا فى الجاليرى اولا دة يوم ماقررت انى ابنى الكيان دة وبحتفل بيه ومعاه كانه حبيبى اللى بتربطنى بيه علاقة خاصة ووجودى فى اليوم مرتبط بذكرى وله طقوس معينة ماتغيرتش من ٩ سنين ناس قليلة اللى ليها الحق انها تحضر الطقوس دى ناس عمرها من عمر حلمى وجودها محفور على كل طوبة فى المكان دة، دة مش حدث لكل الناس ولا لكل اللى بيكبرو الجاليرى كل يوم انتو ليكو قصة تانية ٢٤ ساعة هغيبها خاصة بيه لحظاتى البعيدة عن اى حد ولحظاتى الخاصة جدا، دة مش تقليل ن اى حد فى دنيتى فى ناس قريبة منى ومن اقرب الناس لية مابتجيش وفيه ناس مش فى حياتى اصلا بس بيتجمعو فى اليوم دة فى المكان دة انا اسفة بس دى حاجة خاصة وياريت ماتخديهاش بيرسونالى ابدا..

اسيل: داليدا انتى بتحيرينى كل يوم عن اللى قبله كل ماحس انى قربتلك او فهمتك اتوه اكتر اوقات بحسك سهلة وقريبة وان مافيش بينى وبينك مسافات وساعات بحس ان النجم القطبى اقرب منك..

داليدا: ايه النجم القطبى دة :) اسيل .. حياة البشر كلها تفاصيل وكل تفصيلة ليها خصوصية بتاعتها هى بس..
اسيل: طب احكيلى فهمينى بجد انتى شوقتينى حتى اعرف هو ايه اللى بيحصل ايه الحدوتة؟؟ ياداليدا انا اصغر منك بكتير بس كمان انتى بصورة ما كدة عينى على العالم بصراحة ماقبلتش زييك وحاسة انى لو ماشوفتش من عيونك هيفوتنى كتير..

داليدا بتون ضحك: اه قولى كدة داخلة على طمع بقى :)
اسيل: بجد عرفينى بدل ماوالله اشبط فى ديلك ..

داليدا بعد تفكير.. قومى البسى طيب بس بقولك ايه دى اخر مرة تدخلى فى اللى مالكيش فيه وتوعيدينى انك فى الجاليرى هتعودى فى المكتب فوق ومش هتنزلى منه الا لما نيجى ماشيين..
سيل: ببصة خبث فى السا.. ممممم ماشى .. ١٠ دقايق.

داليدا: زووم.. دورت العربية ومتجهة على الزمالك..

اسيل فضولها هيموتها.. منغير ماتتحكم.. داليدا قوليلى بقى مش قادة امسك نفسى منا عايزة اعرف..

داليدا: من 20 سنة كنت فى ثانوية عامة طفلة بتخلص مرحلة وبتبدى مرحلة تانية يادوب عيونها بتفتح على الدنيا برة حدود صحاب المدرسة والجيران والوقفة عند الكشك بعد الامتحانات، كنا 3 صحبات بنات حلمنا بايام الجامعة وشكلها وهيكون فيها ايه، كان عندنا مدرس رسم وسيم وراسى وقع فى شلة مدرسة بنات ثانوى، كان بيصعب علينا من كتر المقالب اللى كانت بتتعمل فيه..

من كتر ماكنا بندافع عنه انا والبنات حطونا فى راسهم معاه ومسلمناش من التريقة والمقالب اللى كانت بتوصل لحد الأذية ساعات..

قرب مننا من كتر ماكنا جمبه وكان مابينا واحدة فنانة قوى ورسمها حلو جدا وهو كان بيشجعها وكنا بننزل كتير نعقد معاه فى اوضة الرسم عشان مايضيقش وعشان كنا بنشتغل ساعات، عرض مرة علية انى اروحلو المرسم يرسمنى لانه بيجهز لمعرض ومحتاج موديلات لبروتريهات ، وافقت والموضوع اتعرف اننا بنروحلو البيت وكلا لم ما فيه مجموعة بنات طلعت سمعة عليه وعلينا والموضوع وصل لادارة المدرسة والاهالى وكانت فضيحة ليه، اضطردت من الوزارة مدرس مصاحب طالبات عنده وبيروحولو البيت وبيعملو حاجات قليلة الادب، اهلى طردونى من البت ساعتها بس مش دى اكبر مشكلة حصلت..

أسيل: اومال ايه اللى حصل؟
داليدا: بعد مااضردت من البيت مكنتش عارفة اروح فين،نزلت امشى فى الشوارع بدور على مكان وصحباتى معرفش عنهم حاجة بعد ما كل واحدة اتجررجت من المدرسة قدام الناس كلها اللى من ابوها واللى من اخواتها وامها، لفيت على كل البابان اللى اقدر اروحلها كلها اتفقلت فى وشى يالا يا سافلة من هنا..
لقيت ريجلى وخدانى ورايحة على المرسم.. دخلت لقيته فى اسوء حالاته مارمى وسط عقاب سجاير وازايز بيرا وبواقى حشيش رايح فى عالم تانى، نمت مكانى من التعب والصبح لما فاق اتخض، حكيتله اللى حصل قالى انا كنت خايف عليكم جدا ومش عارف حصلكم ايه، رتنبا الدنيا وقولتله املنا كله فى المعرض اللوح لازم تنعرض وتتقيم فنيا على اعلى مستوى..

فضل يشتغل ليل ونهار وانا معاه تقريبا خلص 80 ف المية من الشغل وهو نازل فى يوم رايح يتفق على اخر ترتيبات المعرض جتلنا بنت من الاتنين اللى كانت بترسم طمنتنا عليها ووقفنا نتكلم كتير وسبنا ونزل ومن يومها مارجعش.

اسيل: ايه ازاى؟
داليدا: بعد مانزل بدقايق سمعنا صويت وصريخ جرينا على الشباك لقيناه سايح فى دمه نزلنا جرى الناس قالت واحد بجلبية بيضا ودقن ضربه بموطاة وركب موتوسيكل وجرى.. مات
مات الفنان الجميل الطيب يوم عيد الحب .. من يومها فى عهد بينى وبين موجموعة اصدقاء ليه وصحبتى اننا فى اليوم دة  بنتجمع فى الجاليرى وبعرض اللوح بتاعته اللى كملناها وعرضانها فى المعرض بداله بنولع شموع وبنسمع مزيكته ونفتكر ونمجد ذكراه ونتعذرله عن الغدر اللى شافه..

اسيل:اللى فى الصورى اللى محمود حكى عنها المتعلقة عندك وانتى قولتى انها مش انتى؟
داليدا: هو..
اسيل: تستاهل اطردى عشانها..
داليدا: بوجوم شديد.. مافيش حاجة تستاهل ان روح تتأذى مهما كان.. كرم راح بغدر غدر طالنا كلنا.
اسيل: عملتى ايه مع اهلك؟
داليدا: الاهل بيفضلو اهل الحب موجود بس المعاملة عمرها مابترجع زى الاول، انا فضلت عايشة فى المرسم بتاع كرم صحبة الببيت كانت ست جدعة وبنت بلد وقفت معايا اشتغلت من بدرى وكننا انا والبنات بنشأر على بعض من وقت للتانى بعد 10 سنين من الحادثة دى رجعنا نتكلم انا واهلى على خفيف بعد ماكان الجاليرى اتعرف واصدقاء مشتركيين فنانيين اتوصطولى عند ابويا وشوية شوية رجعنا نتلكم واهو الزمن كفيل ينسى..

أسيل: انا لو ابويا زعل منى اموت انا مقدرش ابعد عنه ثانية واحدة ولا امى اخاف اصلا لو بعدت عنهم ثانية، بقولك ايه عدينى على البيت انا مش هروح معاكى الجاليرى، اهلى وحشونى..

زووم: اخ اسيل ضربط مفك فى قلب داليدا دلوقتى اهى هتفتح 180 وهتبقى ليلة وهتعلى الميتال وانا هرجع

داليدا: حمدلله على السلامة يا اسيل يوميين وهبعتلك الدوات النحت اللى سبناها فى الشاليه، لو احتجتى مكان معاكى رقم الجاليرى ابقى كلميهم خدى معاد.. باى

وصلت داليدا على الجاليرى وبدأت التحضيرات من ورود بيضا لشموع بريحة اللافندر واطعم انواع النبيذ والمزيكا ورتبت اللوحات بنفسها لوحة لوحة وفى المدخل عرضت اللوحة المستخبية..لوحة الغدراللوحة الوحيدة الاولى والاخير اللى رسمتها فى حياتها لوحة لروح كرم فى هيئة ملاك لتخليد يوم الحدثة اليوم اللى عرفت فيه هى هتعمل ايه وهتكون فيين..

ليست هناك تعليقات: