الخميس، 26 فبراير 2009

أحلام المشربية..........


كل ليلة بعد صلاة العشاء،، تعمل كوباية الشاى ، وتيجى توعد ورا المشربية تطل منها على الشارع الطويل الزحمة المليان بالاشجار ةتبدأ تدور على بطل لقصتها اللى هتألفها النهاردة ،، البطل اللى بتحلم بيه كل يوم وبتعيش معاه فى احلامها طول الليل ،، هو شبه فارس الاحلام بس هى مقتنعة انه مش فارس احلام على قد ماهو الحلم نفسه ،،لانه ساعات بيكون شخصية مش مثالية خالص،، يعنى مرة حلمت بالميكانيكى اللى على اول الشارع ، شافت فيه الواد الجامد اللى بيعرف يسوق كل انواع العربيات وخدها الحلم مرة انها راكبة معاه عربية كانت اول مرة تشوفها وفضلت تلف معاه بيها طول الليل لحد ما شرقت عليهم الشمس بنورها فى الصبح

ومرة بالدكتور اللى جه يعالج والدها لما تعب وشافته ازاى بيتعامل مع والدها بأدب وذوق ، ساعتها جالها فى حلمها انه لو عيت او تعبت هيفضل جنبها يراعيها وياخود باله منها وهيسهر على راحتها لحد ماتشد حيلها وتقف على رجليها

مرة عاشت حلم جميل مع مدرس اختها اللى بيجلهم البيت وازاى هيعلمها اللى ماتعرفوش وانبهرت بثقتفته ودماغة المتفتحة وعلمه ،،حاسيت انها هاتعيش مع موسوعة واى سؤال فى الدنيا هيخطر ببالها هيكون ليه عنده اجابة

مرة مع الجار الظابط الحليوة ابو البدلة الميرى وده كان حلم الحماية والامان اللى كانت هتموت عليه ،،كان اطول حلم يمكن عدى عليها لانه افتقادها للامان والحماية كان احساس مسيطر وقديم وفضل معاها طول الوقت ،كانت لما تشوفه من ورا المشربية كانت تحس انها طايرة فى السما وانه واخدها ورا ضهرة حاميها من كل حاجة فى الدنيا وماحدش يقدر يرقبلها من اى حد فى الشارع،، ماهى تبع البيه الظابط

اما الواد الروش اللى فى الدور السابع فى العمارة اللى قصادهم فده كان حلم الانطلاق والجرى والتنطيط و الشقاوة الشباب والحيوية والبوسة الخطف فى الخباسة وماحدش واخد باله والتمشية على الكورنيش فى العصارى ورحلات الجامعة والمصايف

اما صاحب ابن خالتها فكان حلم وقته قصير يادوب على قد الدكتور النفسانى،يعنى شافت فيه الصديق اللى بتتمنى اللى ممكن ترمى عليه كل متاعبها وكانت قاعدة تحكيله عن كل مخاوفها ومتاعبها وكانت دايما شايفة انه راجل قوى يعتمد عليه وعمره مابخل عليها بنصيحة ودايما كان عنده حل لكل المشاكل ودايما كانت تسمع كلامه وتثق فيه لانه نادرا مابتثق فى حد.....

وفى ليلة ،، بعد ماعملت كباية الشاى بتاعتها وراحت عشان تاخود مكانها ورا المشربية كالعادة،، بصيت من وراها نزلت عينها عليه ،، لابس جاكت تقيل ومولع سيجارته وقاعد على الرصيف بنظرة حيرة وكلها غموض وسحر شارد كأنه فى دنيا تانية سارح فى عالم غير العالم بتاعنا وغير العالم بتاعها الخيالى وللحظة حاسيت انه لاء مش حلم ده حقيقة ،، من روا مشربيتها لاحظت فى عينه الغامضة الشاردة دمعة بتنزل فى على استحياء

ماحستش بنفسها غير لابسة الشال الوردى بتاعها سايبة مكانها الحالم ورا المشربية وسايبة كوباية الشاى السخنة من ايدها ، ونزلت له وقفت قصاده وبنظرة كلها حنان وصوت كله قلق وخجل

قالت: الجو برد عليك !!

رفع عينه وبصلها فى هدوء وماقلش حاجة خالص

اتكسفت وحاسيت انه ماكنش لازم تنزل ،،بس حاولت تلم الموقف قالت:اصلى شفتك من فوق وحاسيت انه انت محتاج حد يساعدك معرفش ايه اللى خلانى انزل ، حاسيت انى مش هعرف اقعد مرتاحة طول مانت تعبان

قال: انتى تعرفينى!!!!!!!!!!!!!

قالت: لو بتتكلم على معرفة سنين وطلوع ونزول ومشاويير ، يبقى لاء ،، لكن لو بتتكلم عن حد يعرف باحساسه ،،فأنا احساسى هو اللى يعرفك من زمان قوى ،، فيك غموض وهدوء يخوف يشبه هدوء قبل العاصفة،، دمعة عينك الحزينة المستخبية واضحة قصادى كأنها شمس اغسطس،،قلقت عليك ماحستش بنفسى غير وانا قصادك جيتلك وانا كل همى اعمل كدة " وخدته بين احضانها وهمست ارمى عليه حزنك.".................

غاب فى حضنها ورمى كل اللى جواه وجعه وحيرته وشكواه وغضبه وكشف عن كل اسراره كأنه كان مستنيها عشان يخرجلها كل حاجة جواة

قالها: تعرفى انا نزلت من بيتنا وانا مش عارف رايح فيين ولا لميين بس كان كل اللى جوايا انى نزلت من بيتنا وانا بتمنى الموت وانى اخلص من حياتى .....بس لاقيتنى فى حضنك وفى حضنك حاسس انى عايز ابدأ حياتى

مسكت ايده وخادته معاها ومشيو مع بعض فى شارع طويييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييل وكل وهما فى حضن بعض .......

ياترى ده كان حلم ولا حقيقة!!!!!!!!!!!!!!!!؟

ليست هناك تعليقات: